هذا هو الإمام الحسن عليه السلام
الكاتب: سامي جواد كاظم
حدث وحديث يشفي الغليل وفيه كثير من المداليل وهذا نصه لا يحتاج الى، عن أبي عمر زاذان قال: لما وادع الحسن بن علي عليهما السلام معاوية، صعد معاوية المنبر، وجمع الناس فخطبهم وقال: إن الحسن ابن علي رآني للخلافة أهلا، ولم ير نفسه لها أهلا، وكان الحسن عليه السلام أسفل منه بمرقاة.فلما فرغ من كلامه قام الحسن عليه السلام فحمد الله تعالى بما هو أهله، ثم ذكر المباهلة، فقال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله من الانفس بأبي، ومن الابناء بي وبأخي ومن النساء بامي وكنا أهله ونحن آله، وهو منا ونحن منه.ولما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله في كساء لام سلمة رضي الله عنها خيبري ثم قال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا "فلم يكن أحد في الكساء غيري وأخي وأبي وامي، ولم يكن أحد تصيبه جنابة في المسجد ويولد فيه إلا النبي صلى الله عليه وآله وأبي تكرمة من الله لنا وتفضيلا منه لنا، وقد رأيتم مكان منزلنا من رسول الله صلى الله عليه وآله.
وأمر بسد الابواب فسدها وترك بابنا، فقيل له في ذلك فقال: أما إني لم أسدها وأفتح بابه، ولكن الله عز وجل أمرني أن أسدها وأفتح بابه.
وإن معاوية زعم لكم أني رأيته للخلافة أهلا، ولم أر نفسي لها أهلا فكذب معاوية، نحن أولى بالناس في كتاب الله عز وجل وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وآله ولم نزل أهل البيت مظلومين، منذ قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله فالله بيننا وبين من ظلمنا حقنا، وتوثب على رقابنا، وحمل الناس علينا، ومنعنا سهمنا من الفيء ومنع امنا ما جعل لها رسول الله صلى الله عليه وآله.
واقسم بالله لو أن الناس بايعوا أبي حين فارقهم رسول الله صلى الله عليه وآله لاعطتهم السماء قطرها، والأرض بركتها، وما طمعت فيها يا معاوية، فلما خرجت من معدنها تنازعتها قريش بينها، فطمعت فيها الطلقاء، وأبناء الطلقاء: أنت وأصحابك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما ولت امة أمرها رجلا وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوا، فقد تركت بنو إسرائيل هارون وهم يعلمون أنه خليفة موسى فيهم واتبعوا السامري، وقد تركت هذه الامة أبي وبايعوا غيره، وقد سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة "، وقد رأوا رسول الله صلى الله عليه وآله نصب أبي يوم غدير خم وأمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب.
وقد هرب رسول الله صلى الله عليه وآله من قومه، وهو يدعوهم إلى الله تعالى حتى دخل الغار، ولو وجد أعوانا ما هرب، وقد كف أبي يده حين ناشدهم، واستغاث فلم يغث، فجعل الله هارون في سعة حين استضعفوه وكادوا يقتلونه، وجعل الله النبي صلى الله عليه وآله في سعة حين دخل الغار ولم يجد أعوانا، وكذلك أبي وأنا في سعة من الله حين
خذلتنا هذه الامة، وبايعوك يا معاوية، وإنما هي السنن والامثال، يتبع بعضها بعضا.
أيها الناس إنكم لو التمستم فيما بين المشرق والمغرب أن تجدوا رجلا ولده نبي غيري وأخي لم تجدوا، وإني قد بايعت هذا، وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين
احدث المقالات
الشبهة الرابعة عشر: شبهة عدم ممانعة عائشة من دفن الإمام الحسن عليه السلام في بيتها عند قبر جده صلى ا