هذا السياسي الذي يريده الإمام الحسن عليه السلام
الكاتب: سامي جواد كاظم
يحاول بعض متفلسفي العصر اطلاق بعض المصطلحات الكلامية على اعتبار انها من صلب السياسية اليوم وان لها مدرسة تختلف عن بقية المدارس بل الاكثر من ذلك يعد تطور فكري ينهض بالأمة على حساب الفكر الاسلامي.... الديمقراطية... العلمانية.... الفيدرالية... الكونفيدرالية... الى اخر هذه المصطلحات.
للوهلة الاولى قد تبدو هذه الكلمات غريبة على الفكر الاسلامي ولكن عند دراسة محتواها ومعناها فإننا سنجد لها حضور في الفكر الاسلامي سواء كان بالسلب او الايجاب فليس كل ما جاءت به العلمانية هو مرفوض بل المرفوض هو التبجح بانها من افكار العلمانية وليس لها وجود في الفكر الاسلامي.
ولأننا نتبع مدرسة اهل البيت عليهم السلام فأننا على يقين بان هذه المدرسة لا تخلو من اي شاردة او واردة تخص الحياة في كل مجالاته ومن بين هذه المجالات هي السياسة التي اخذت حيز كبير من حياة البشرية جمعاء مع تفسير احداثها بما يروق لصاحبها وجعل التلون والنفاق احد دعائمها بل وانها اصبحت حكرا على جماعة معينة دون الاخرى، هذا المصطلح اي السياسة سؤل الامام الحسن المجتبى عليه السلام عن معناه فأجاب تمعنوا جيدا بالإجابة قال عليه السلام:
هي أن ترعى حقوق الله، وحقوق الأحياء، وحقوق الأموات، فأمّا حقوق الله فأداء ما طلب، والاجتناب عما نهى، وأمّا حقوق الأحياء فهي ان تقوم بواجبك نحو اخوانك، ولا تتأخّر عن خدمة أمتك، وان تخلص لوليّ الأمر ما أخلص لأمّته، وأن ترفع عقيرتك في وجهه اذا ما خلا عن الطريق السويّ، واما حقوق الأموات فهي ان تذكر خيراتهم وتتغاضى عن مساوئهم فانّ لهم ربّا يحاسبهم... انتهى
اذن السياسة هي مراعاة حقوق قبل ان تكون طرق ملتوية للغدر بالحقوق، ومن ضمن السياسة هي مراعاة حقوق الله عز وجل اي الصلاة والصوم والخمس والحج والجهاد وما الى ذلك من واجبات يحث عليها الاسلام بأمر من الله عز وجل قمن هو من السياسيين يراعي هذا الحق؟
انه الحق الاول لو اتقنا التزاماته فإننا سنفهم ونقدر على مراعاة بقية الحقوق لأننا من خلال العبادة سنخشى الله ونتجنب التجاوز على حقوق الاخرين، ومسالة حقوق الاخرين هو القانون التشريعي والوضعي الذي يحفظ امن المجتمع وحقوق الافراد من غير لف ودوران ورشاوى وفساد مالي واداري، حقوق الاخرين هو ايضا احترام معتقداتهم الدينية والمذهبية.
احترام حقوق المجتمع سيؤدي الى تأسيس مجتمع كامل الاوصاف الحميدة ومن هذا المنطلق يأتي مراعاة حقوق الامة الا وهي الارض والشعب، فالمعتقد بالله عز وجل ومراعاة حقوقه يجرنا الى مراعاة حقوق الامة.
والنقطة الاهم هو الاخلاص لولي الامر مادام هو مخلصا لشعبه والا فلا يجوز السكوت عليه ان قدر على ذلك، اذن مسالة كون الولي يخشى الله ويراعي الحقوق فالأمة ملزمة بالحفاظ عليه والاخلاص له لان من خلاله سيؤدي الى الحفاظ على الامة.
والملاحظة المهمة ان الشعب هو الاخر يخوض بالسياسة عندما يخلص لولي الامر العادل ويثور على الظالم فهذه ايضا سياسية بل ونعم السياسة على عكس ما يدعيه البعض ان السياسة لرجال السياسة.
اي سياسة رائعة هذه التي قال عنها الحسن عليه السلام لتشمل الاموات ومراعاة حقوقهم، عمن هو من سياسي العالم يراعي حقوق الاموات؟
بعد هذا لا اريد ان اضرب مثلا على السياسي الصالح والطالح في واقعنا الحزين.
احدث المقالات
الشبهة الرابعة عشر: شبهة عدم ممانعة عائشة من دفن الإمام الحسن عليه السلام في بيتها عند قبر جده صلى ا