البحوث والمقالات
2015/09/09
 
8626
(22) الحسن والحسين عليهما السلام من الخلفاء الاثني عشر

الحسن والحسين عليهما السلام من الخلفاء الاثني عشر

الكاتب: الشيخ جعفر الباقري

من القواسم المشتركة الأخرى بين روايات (الخلفاء الاثني عشر)، والتي تقترب بنا نحو تشخيص هؤلاء الخلفاء، وتحديد هويتهم، الأحاديث التي وردت بنفس المضمون، ونصَّت على أنَّ كلاً من الحسن والحسين (عَلَيهما السَّلامُ) من ضمن هؤلاء (الخلفاء الاثني عشر).
فتارة يرد الخطاب من قبل رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) موجَّهاً للحسين بن علي (عَليهِ السَّلامُ) بأنَّه سيِّد، وإمام، وحجَّة، وأنَّ بقية الخلفاء التسعة هم من ولده وذريته (عَليهِ السَّلامُ).
وتارة يرد الخطاب بخصوص الحسن والحسين (عَلَيهما السَّلامُ) بأنَّهما مع تسعة خلفاء معصومين يشكلون بمجموعهم (الخلفاء الاثني عشر) المقصودين بالحديث المذكور.
وقد ترد الإشارة إلى الحسن بن علي (عَليهِ السَّلامُ) ضمن الخطاب الموجه للحسين بن علي (عَليهِ السَّلامُ)، وذلك بالنصّ على كون الحسين (عَليهِ السَّلامُ) أخا سيّد، وأخا إمام، وأخا حجَّة، وما تبقى من الخلفاء متمّمون لعدد (الخلفاء الاثني عشر).
وورد في بعض روايات (الخلفاء الاثني عشر) ذكرهم بالترتيب، ابتداءً بالإمام علي بن أبي طالب (عَليهِ السَّلامُ)، ومن ثمَّ الحسن بن علي (عَليهِ السَّلامُ)، ومن ثمَّ الحسين بن علي (عَليهِ السَّلامُ)، ومن ثمَّ الخلفاء التسعة من ولد الحسين (عَليهِمُ السَّلامُ).
ونجد ضمن مصادر مدرسة الخلفاء المعتبرة مجموعة كبيرة من الروايات التي تسير بنفس هذا الاتجاهات المذكورة، وتعضد بذلك ما تمَّت استفادته آنفاً من حديث (الخلفاء الاثني عشر)، ويمكن لنا استفادة هذا المعنى من خلال طائفتين من الأحاديث الواردة بهذا الشأن:
الطائفة الأولى:
هي الأحاديث التي عبَّر فيها رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) بأن كلاً من الحسن والحسين (عَليهِما السَّلامُ) منه (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم)، فمن ذلك ما ورد في (مسند أحمد) عن (المقدام بن معدي كرب) أنَّه قال:
(وضع رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ الحسن في حجره وقال: هذا مني)(1).
وعن (البراء بن عازب):
(أنَّ رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قال للحسن أو الحسين: ـ هذا مني)(2).
وروى (البخاري)، و(الترمذي)، و(ابن ماجة)، و(أحمد)، و(الحاكم)، عن (يعلى بن مرة) عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) أنَّه قال:
(حسينٌ منِّي، وأنا من حسين، أحبَّ اللهُ مَن أحبَّ حسيناً)(3).
فمن خلال هذه التعبيرات يمكن الاستيحاء بأنَّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) يريد أن يبين للأمة الإسلامية، ولجميع الناس أنَّ موقع الحسن والحسين (عَليهِما السَّلامُ) من الرسالة الإسلامية يعبِّر عن الامتداد الواقعي لمهامه، وممارساته التشريعية، وهما الفرع المتفرع عنه (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) لأداء هذه الوظيفة المقدّسة، والنيابة عنه، في سدِّ حاجة المجتمع، وتلبية شؤونه الدينيَّة، بعد أبيهما علي (عَليهِ السَّلامُ)، ولا يُعقل أن يُراد أنَّهما (عَليهِما السَّلامُ) منه بمعنى القرابة المألوفة، والامتداد النسبي، لأنَّ هذا الأمر واضح، وجلي، ولا يضيف حقيقة جديدة، لا سيَّما إذا ما لاحظنا أنَّ هذا التعبير ورد بعينه ولفظه بحقِّ الإمام علي بن أبي طالب (عَليهِ السَّلامُ)، وقد حفَّ ذلك بقرائن تفيد بأن النبي الخاتَم (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) يريد من كلمة: (منِّي) النيابة عنه في تبليغ أحكام الإسلام.
يقول العلاّمة المحقق (مرتضي العسكري) بشأن هذه الطائفة من الأحاديث:
(إنَّ قول رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم): (منِّي) في هذه الروايات بحقِّ الحسنين، نظير قوله بحق ِّأبيهما الإمام علي، أراد في جميعهما أنَّهم منه في مقام تبليغ أحكام الإسلام)(4).
ولنعد إلى ما ذكره من قرائن بخصوص إطلاق هذه اللفظة على علي (عَليهِ السَّلامُ) حيث يقول:
(إن لفظ: (منِّي) في حديث: (أنتَ منِّي بمنزلة هارون من موسى) يوضِّح المراد من هذا اللفظ في أحاديث الرسول (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) الأخرى، وذلك أنَّ هارون لما كان شريك موسى في النبوة، ووزيره في التبليغ، وكان علي من خاتم الأنبياء بمنزلة هارون من موسى باستثناء النبوة، يبقى لعلي الوزارة في التبليغ.
وكذلك بيَّن الرسول (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) المراد من لفظ: (منِّي) في حديثه يوم عرفات في حجة الوداع حيث قال: (علي منِّي، وأنا من علي، لا يؤدِّي عنِّي إلاّ أنا أو علي)(5).
وعلى هذا فإنَّ الرسول (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) فسَّر لفظ: (منِّي) في هذه الأحاديث بكلِّ وضوح وجلاء، وصرَّح (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) أن القصد منه أنَّه (عَليهِ السَّلامُ) منه (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) في مقام التبليغ عن الله (جل وعلا) إلى المكلفين بلا واسطة، ومن ثمَّ يتضح معنى (منِّي) في أحاديث الرسول (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) في حق الإمام علي (عَليهِ السَّلامُ)، والذي ورد في بعضها غير مفسَّر، (مثل ما ورد في رواية بريدة في خبر الشكوى أنَّ الرسول (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) قال له: لا تقع في علي فإنَّه منِّي و(6)..، ورواية عمران بن حصين: إنَّ علياً منِّي(7)..)(8).
الطائفة الثانية:
هي الأحاديث الواردة عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم)، والتي نصَّت علي كون الحسن والحسين (عَليهِما السَّلامُ) سبطين من الأسباط، فعلى الرغم من أنَّ (السبط) يعني الحفيد إلاّ أنَّ إرادة هذا المعنى المختص من خلال تكرار هذه الأحاديث بألفاظ متعددة بعيد جداً، إذ لا يوجد طائل لهذا النوع من البيان، بل يُعدُّ لغواً من القول الذي ننزه عنه رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) الذي قال الله (جل وعلا) بشأنه:
(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)(9).
فمن المفترض في الكلام الصادر عن حامل الرسالة (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) أن يضيف في بيانه حقيقة جديدة، أو يؤكِّد على مطلب شرعي معيَّن، أو يوجِّه المسلمين نحو ارتكازات واقعية ينبغي لهم اعتمادها، والسير على هداها، لا أن يأتي ويقول للناس تكراراً ومراراً: إنَّ الحسن والحسين حفيداي، أو إنَّ فاطمة ابنتي، أو إنَّ علياً ابن عمي، أو أنَّ العباس عمي، فإنَّ هذا الكلام حتى بفرض صدوره عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) بهذه الكيفية لا بدَّ أن يكون منطويا على حقيقة أعمق وأبعد، يمكن استفادتها من خلال القرائن، والمواقف التي تحفُّ بالكلام عادة.
وهناك حقيقة إضافية في خصوص ما نحن فيه تؤكِّد لنا أنّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) يريد من مقولته هذه ما هو أبعد من هذا المعنى السطحي للكلمة، وذلك من خلال إلقاء نظرة فاحصة ودقيقة في هذه الطائفة من الأحاديث، فنقرأ لـ (البخاري)، و(الترمذي)، و(ابن ماجة)، و(أحمد)، و(الحاكم) روايتهم عن (يعلي بن مرة) أنَّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) قال:
(حسين منِّي، وأنا من حسين، أحبَّ الله من أحبَّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط)(10).
ونقرأ له (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) أيضاً قوله:
(الحسن والحسين سبطان من الأسباط)(11).
وورد عن (أبي رمثة) أنَّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) قال:
(حسين منِّي، وأنا منه، هو سبط من الأسباط)(12).
وفي رواية أخرى:
(الحسن والحسين سبطان من الأسباط)(13).
وعن (البراء بن عازب) عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) أنَّه قال:
(حسين منِّي، وأنا منه، أحب اللهُ من أحبَّه، الحسن والحسين سبطان من الأسباط)(14).
فمن الملاحظ في جميع هذه الروايات أنَّها لم ترد عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) بلسان: (الحسين سبطي)، أو (الحسن والحسين سبطاي)، لكي يأتي التفسير السابق، وإنَّما جعل النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) كلاً من الحسن والحسين مصداقاً من مصاديق عنوانٍ كلّي مألوف في الخطابات الشرعيَّة، وهو عنوان (الأسباط)، فنصَّ (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) على أنَّهما من (الأسباط)، وفي طائفة أخرى من الأحاديث نصَّ (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) على أنَّهما (سبطا هذه الأمَّة) شأنهما في ذلك شأن الأمم السابقة.
فنحن بحاجة إذن إلى الرجوع إلى مدلول هذا العنوان الكلّي، واستفادة معناه من الخطابات الشرعيَّة، لنصل بالنتيجة إلى معنى كون الحسن والحسين (عَليهِ السَّلامُ) سبطين من الأسباط، أو سبطي هذه الأمَّة.
ولا ينبغي الارتياب في أنَّ المصدر الشرعي الأول الذي يتصدر لائحة المراجع الإسلامية هو القرآن الكريم، كما أنَّ من غير الطبيعي على المحقق والباحث التوقف طويلاً عند هذه المفردة الشرعية الواردة بكثرة في الكتاب العزيز، ومن ثمَّ انتزاع فذلكة التطبيق الوارد في أحاديث النبي الخاتَم (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم).
فعند مطالعة الآيات التي ورد فيها هذا العنوان، نجدُ أنَّـه قد ورد في بعض الأنبياء السابقين لنبي الإسلام محمد (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم)، وبما أنَّ نبينا (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) هو خاتم الأنبياء، ولا نبيَّ بعده، فهذا يعني أن الحسن والحسين (عَليهِما السَّلامُ) سيقومان بالنسبة للرسالة الإسلامية بنفس الدور الذي قام به (الأسباط) من قبل بالنسبة للشرائع السماويَّة السابقة، ويتوليان خلافة النبي الخاتَم (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم)، والنيابة عنه في أمور التشريع وشؤونه بعد أبيهما علي بن أبي طالب (عَليهِ السَّلامُ) كما تقدم إثباته.
ومن غير الخفي علينا أنَّ النبوة التي كانت شأنا من شؤون (الأسباط) ومختصاتهم كما صرَّح بذلك القرآن الكريم(15)، ولا يمكن أن يتصف بها الخليفة والنائب عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم)، أو يحمل آثارها وخواصَّها، باعتبار أنَّ جميع الرسالات والشرائع قد ختمت بالرسالة الإسلامية الخالدة، وجميع النبوات قد ختمت وانتهت إلى نبوته (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم)، كما هو واضح لدى الجميع، فيبقى من عنوان (الأسباط) إذن ما عدا وصف النبوة وخواصِّها جميعُ المهام التي اضطلع بها (الأسباط)، ومارسوها وتميَّزوا بها عن بقية الناس بالنسبة إلى الرسالات السماوية السابقة، وهي تتلخص بتبليغ أحكام الله (جل وعلا)، والمحافظة عليها، والذبّ عنها حتى النفس الأخير.
ولو طبَّقنا هذه النتيجة على الحسن والحسين (عَليهِما السَّلامُ) وفقا لما ورد في أحاديث النبي الخاتَم (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم)، لانتهينا علميّاً إلى القول بأنَّ وظيفة الحسن والحسين (عَليهِما السَّلامُ) تعبِّر عن الامتداد الشرعي لوظيفة رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم)، وأنَّهما (عَليهِما السَّلامُ) يمارسان نفس المهام التي مارسها (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم)، ما عدا صفة النبوّة وخصائصها التي استأثر بها (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) عن بقية (الخلفاء الاثني عشر) من بعده، ومنهما الحسن والحسين (عَليهِما السَّلامُ) بالضرورة.
ويمكن ان نلتمس من خلال أحاديث رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) ما يعزّز هذا المعنى ويؤيده، ولعلَّ من أبرز هذه الأحاديث وأوضحها دلالة على المقصود (حديث المنزلة) الذي نصَّ فيه رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) على كون الإمام علي (عَليهِ السَّلامُ) منه بمنزلة هارون من موسى، فيمكن لهذا الحديث أن يوضِّح لنا هذه النقطة بجلاء، ويفكك لنا بين عنوان النبوَّة وبين أداء الأحكام الشرعية، والنيابة عنه (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) بهذا الشأن، إذ قد ورد في ذيل الحديث أن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) قد قال:
(إلاّ أنَّه لا نبيَّ بعدي).
وفي بعض النصوص أنَّه (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) قال:
(إلاّ أنَّه لا نبوة بعدي)(16).
فهذا يدل على بقاء مهام الرسول (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) محفوظة وقائمة في خلفائه الاثني عشر، ومنهم الحسن والحسين (عَليهِما السَّلامُ) على الرَّغم من أنَّه لا نبوَّة بعده، لأنَّ مهمة هارون بالنسبة إلى موسى معروفة لدى الجميع، فكذلك منزلة الإمام علي (عَليهِ السَّلامُ) من الرسول (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) هي نفس المنزلة المذكورة ما عدا النبوة، وبتطبيق هذا المعنى على الأسباط ننتهي إلى نفس النتيجة، فيأخذ الحسن والحسين (عَليهِما السَّلامُ) بعد أبيهما نفس وظائف التبليغ عن الله (جل وعلا) التي كان يمارسها (الأسباط) ما عدا عنوان النبوة وخصائصها، كالوحي إليه بصورة مباشرة مثلاً.
يقول العلاّمة (مرتضى العسكري) في بيان هذا المطلب:
(وكذلك نرى أنَّ قوله في حقهما أنَّهما سبطان من الأسباط، لا يعني أنَّهما حفيدان، كما أنَّ جميع البشر ما عداهما حفده، فهذا هذر من القول حاشا رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) منه، بل انَّ الألف واللام في الأسباط للعهد الذهني من القرآن الكريم، أي: أنَّهما من الأسباط المذكورين في كتاب الله في قوله (جل وعلا):
(قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)(17).
وقوله (جل وعلا):
(أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى...)(18).
وقوله (جل وعلا):
(قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ...)(19).
وقوله (جل وعلا):
(إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ...)(20).
وعليه فإنَّ الألف واللام في (الأسباط) في حديث رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) بحق الحسنين للعهد الذهني عند المسلمين من هذه الآيات، وأنَّ قول رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) في حقهما نظير قوله في حق أبيهما: إنَّه منِّي بمنزلة هارون من موسى، وقد شرح الله سبحانه تلك المنزلة فيما حكى عن موسى أنَّه قال:
(وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى)(21).
وقوله (جل وعلا):
(وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ)(22) (قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ...)(23).
وقوله (جل وعلا):
(... وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ)(24).
وفيما أخبر سبحانه عنهما وقال:
(وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ)(25).
وقال:
(ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ)(26).
في هذه الآيات جعل الله هارون رداءاً لموسى ووزيراً وشريكاً في النبوة استخلفه موسى في قومه، فلما نصَّ خاتم الأنبياء على أنَّ علياً منه بمنزلة هارون من موسى، واستثنى من كلّ ذلك النبوة، وأنَّه لا نبي بعده، بقي منها للإمام علي ردء، ووزارة، ومشاركة في التبليغ على عهد الرسول (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم)، ومن بعده الخلافة في قومه، وحمل أعباء التبليغ، وكذلك الأمر مع ولديه الحسنين، ونستثني النبوة مما كان للأسباط، لأنَّه لا نبي بعد خاتم الأنبياء، ويبقي لهما حمل مسؤولية تبليغ الأحكام الإسلامية عنه)(27).
وبهذا نجد التطابق الكامل بين مضمون حديث (الخلفاء الاثني عشر) وبين هاتين الطائفتين من الأحاديث اللتين وردتا في شأن الحسن والحسين (عَليهِما السَّلامُ).
ولو عدنا عودة سريعة إلى القواسم المشتركة السالفة التي استفدناها من الهياكل اللفظية لحديث (الخلفاء الاثني عشر)، وتوقفنا عند النقطة التي أكَّدت على أنَّ أمر الإسلام سيبقي عزيزاً، منيعاً، وأنَّ هؤلاء الخلفاء سيصونونه عن التحريف، مما يعني أنَّهم منزَّهون عن الوقوع في المعاصي والأخطاء، وإلاّ لما تأهلوا لهذه المهمة الرسالية الحساسة.. فلو عدنا إلى هذه النقطة، وقارنّا بينها وبين ما صحَّت روايته عند الفريقين في أنَّ (آية التطهير) قد نزلت في حقِّ علي، وفاطمة، والحسن، والحسين (عَليهِمُ السَّلامُ)، لكان في الخروج بنتيجة هذه المقارنة إضافة دليل آخر لتطبيق حديث (الخلفاء الاثني عشر) على الحسن والحسين (عَليهِما السَّلامُ)، وعلى أبيهما علي بن أبي طالب (عَليهِ السَّلامُ) أيضاً، وتأكيد لما ذكر صريحا في تلك الأحاديث من النصِّ على أسمائهم، وتشخيصهم بشكل لا يقبل التشكيك.
ولننظر في النصِّ الذي ينقله لنا (مسلم) في صحيحه:
(قالت عائشة: خرج رسول الله وعليه مرط(28) مرحل(29) من شعر أسود، فجاء الحسن بن على فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال:
(... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(30).(31)
ومن هنا جاءت تسمية الحديث بـ (حديث الكساء).
وجاء في بعض المصادر أن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) قد دعا لأهل بيته (عَليهِم السَّلامُ) بهذا الدعاء المذكور.
وتضافرت الروايات في أنَّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) كان كلَّما خرج إلى الصلاة يأتي باب فاطمة (عَليهِا السَّلامُ)، ويقول:
(الصلاةَ يا أهل البيت، (... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(32)).
وكان ذلك لمدة: (ستة أشهر)(33).
وفي بعض الروايات أن الأمر استمرَّ لمدة: (تسعة أشهر)(34).
بل قيل إنّه (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) بقي يفعل ذلك لمدة: (تسعة عشر شهراً)(35).
ويحدد لنا (حديث المباهلة) هوية أهل البيت المقصودين في هذه الآية بالإضافة إلى القرائن التي حفّت بالحديث، كجمعه (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) لأهل بيته، وهم: علي، وفاطمة، والحسن، والحسين (عَليهِمُ السَّلامُ) دون غيرهم تحت الكساء، وعدم السماح لغيرهم بالدخول معهم فيه(36)، ومروره (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) على بيت فاطمة (عَليها السَّلامُ) على نحو الخصوص، وتلاوة هذه الآية كما تقدم، فقد جاء في (صحيح مسلم):
(لما نزل قوله تعالى: (... فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ...)(37).. دعا رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) علياً، وفاطمة، وحسناً، وحسيناً، وقال: ـ اللهم هؤلاء أهلي)(38).(39)


 

 

 

 

 

الهوامش:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) العسكري، مرتضى، معالم المدرستين: 1 / 524، عن مسند أحمد: 4 / 132، وكنز العمال: 13 / 99 و100 و16 / 262، ومنتخب الكنز: 5 / 106، والجامع الصغير بشرح فيض الغدير: 3 / 145.
(2) مرتضي العسكري، معالم المدرستين: 1 / 524، عن كنز العمال: 16 / 270.
(3) العسكري، مرتضى، معالم المدرستين: 1 / 524، عن البخاري في الأدب المفرد، باب: معانقة الصبي، ح: 264، والترمذي 13 / 195، في باب: مناقب الحسن والحسين، وابن ماجة كتاب: المقدمة، باب: 11، ح: 144، ومسند أحمد: 4 / 172، ومستدرك الحاكم: 3 / 177، ووصف هو والذهبي الحديث بأنَّه صحيح، وأسد الغابة: 2 / 19 و5 / 130.
(4) العسكري، مرتضى، معالم المدرستين: 1 / 525.
(5) العسكري، مرتضى، معالم المدرستين: 1 / 514، قائلاً: أخرجه ابن ماجة في كتاب المقدمة، باب: فضائل الصحابة، ص: 92، من الجزء الأول من سننه، والترمذي، كتاب المناقب، 13 / 169، وهو الحديث: 2531 في ص: 153 من الجزء السادس من الكنز في طبعته الأولى، وقد أخرجه الإمام أحمد في ص: 164 و165 من الجزء الرابع من مسنده من حديث حبشي بن جنادة بطرق متعددة.
(6) العسكري، مرتضى، معالم المدرستين: 1 / 514، عن مسند أحمد: 5 / 356، وخصائص النسائي: 24، باختلاف يسير، ومستدرك الصحيحين: 3 / 110، مع اختلاف في اللفظ، ومجمع الزوائد: 9 / 127، وفي كنز العمال: 12 / 207، مختصراً عن ابن أبي شيبة، وفي: 12 / 210، منه عن الديلمي، وراجع: كنوز الحقائق للمناوي: 186.
(7) العسكري، مرتضى، معالم المدرستين: 1 / 488، عن سنن الترمذي: 13 / 165، باب مناقب علي بن أبي طالب، ومسند أحمد: 4 / 437، ومسند الطيالسي: 3 / 111، ح: 829، ومستدرك الحاكم: 3 / 110، وخصائص النسائي: 29 و16، وحلية أبي نعيم: 6 / 294، والرياض النضرة: 2 / 171، وكنز العمال: 12 / 207 و15 / 125.
(8) العسكري، مرتضى، معالم المدرستين: 1 / 513 ـ 514.
(9) القران الكريم: سورة النجم (53)، الآية: 3 و4، الصفحة: 526.
(10) العسكري، مرتضى، معالم المدرستين: 1 / 524، وقد مرّ ذكر مصادر الحديث عنه قبل قليل.
(11) العسكري، مرتضى، معالم المدرستين: 1 / 525، عن كنز العمال: 16 / 270.
(12) العسكري، مرتضى، معالم المدرستين: 1 / 525، عن كنز العمال: 13 / 106.
(13) العسكري، مرتضى، معالم المدرستين: 1 / 525، عن كنز العمال: 13 / 101 و105.
(14) العسكري، مرتضى، معالم المدرستين: 1 / 525، عن كنز العمال: 16 / 270.
(15) سيأتي ذكر هذه الآيات قريباً إن شاء الله تعالى.
(16) ورد (حديث المنزلة) في أشهر كتب مدرسة الخلفاء متضافراً، ومتسالماً عليه عن أكثر من عشرة صحابة من صحابة رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم)، وسنذكر للقارئ الكريم بعض النماذج من مصادر مدرسة (الصَّحابة) الأكثر اعتباراً، والتي ورد في جلِّها تذييل الحديث بالقول بأنَّه: (لا نبوَّة بعدي)، أو (لا نبيَّ بعدي)، وأمّا مصادر مدرسة أهل البيت (عَليهِ السَّلامُ)، فنعرض عن ذكرها، لئلا يطول بنا المقام.
فقد ورد الحديث عن (سعد بن أبي وقاص) في مسند أحمد بن حنبل: 1، ح: 1466، ص: 170، وح: 1603، ص: 184، وح: 1535، ص: 177، وح: 1587، ص: 183، وح: 1508، ص: 175، وح: 1493، ص: 173، وح: 1512، ص: 175، وح: 1611، ص: 185.
وفي سنن ابن ماجة: 1 / 45، المقدمة، باب: 11، ونفس الباب، ص: 42.
وفي المعجم الكبير للطبراني: 1، ح: 334، ص: 148، وح: 333، ص: 148، بطريقين، وح: 328، ص: 146.
وفي صحيح مسلم: 15، باب: فضائل علي، ص: 173، 174، 175، 176.
وفي صحيح البخاري: 5، كتاب المغازي، باب: غزوة تبوك، ص: 129، وج: 4، باب: فضائل أصحاب النبي، ص: 208.
وفي التأريخ الكبير للبخاري: 1، ح: 333، 115، ط: حيدر آباد.
وفي سنن الترمذي: 5، كتاب المناقب، باب: 21، ص: 596، وص: 599.
وفي مستدرك الحاكم على الصحيحين: 3، كتاب معرفة الصحابة، ص: 108، بطريقين.
وروي الحديث عن (ابن عباس) في مسند أحمد بن حنبل: 3، ح: 10879، ص: 32.
وعن (علي بن أبي طالب) في مستدرك الحاكم: 2 / 337.
وعن (حبشي بن جنادة السلولي) في المعجم الصغير للطبراني: 2 / 53.
وعن (جابر بن سمرة) في المعجم الكبير للطبراني: 2، ح: 2035، ص: 247.
وعن (جابر بن عبد الله) في سنن الترمذي: 5، كتاب المناقب، باب: 21، ص: 598.
وعنه أيضا في مسند أحمد بن حنبل: 3، ح: 14228، ص: 338.
وعن (مالك بن الحورث) في المعجم الكبير للطبراني: 19، ح: 647، ص: 291.
وعن (البراء بن عازب) في المعجم الكبير للطبراني: 5، ح: 5095، ص: 203.
وعن (زيد بن أرقم) في المعجم الكبير للطبراني: 5، ح: 5094، ص: 203.
وعن (ابن عباس) في المعجم الكبير للطبراني: 12، ح: 12593، ص: 77، وج: 12، ح: 2341، ص: 14، وج: 11، ح: 11092، وص: 62، وج: 11، ح: 11087، ص: 61.
وفي الحاكم في المستدرك: 3 / 132.
وعن (أسماء بنت عميس) في مسند أحمد بن حنبل: 6، ح: 26921، ص: 438، وح: 26541، ص: 369.
وفي المعجم الكبير للطبراني: 24، ح: 384، ص: 146، وح: 385، ص: 146، وح: 386، ص: 146، وح: 387، ص: 147، وح: 388، ص: 147.
(17) القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 136، الصفحة: 21.
(18) القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 140، الصفحة: 21.
(19) القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 84، الصفحة: 61.
(20) القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 163، الصفحة: 104.
(21) القران الكريم: سورة طه (20)، الآيات: 29 - 36، الصفحة: 313.
(22) القران الكريم: سورة القصص (28)، الآية: 34، الصفحة: 389.
(23) القران الكريم: سورة القصص (28)، الآية: 35، الصفحة: 389.
(24) القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 142، الصفحة: 167.
(25) القران الكريم: سورة فاطر (35)، الآية: 25، الصفحة: 437.
(26) القران الكريم: سورة المؤمنون (23)، الآية: 45، الصفحة: 345.
(27) العسكري، مرتضى، معالم المدرستين: 1 / 526 ـ 537.
(28) المرط: هو الثوب غير المخيط، جمعه مروط.
(29) مرحَّل: إزار خزٍّ فيه عَلَم.
(30) القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 33، الصفحة: 422.
(31) أنظر كتاب: آية التطهير في أحاديث الفريقين، للسيد علي الموحِّد الأبطحي، وانظر: أهل البيت (عَليهِمُ السَّلامُ) في آية التطهير: دراسة وتحليل، للسيد جعفر مرتضى العاملي، وقد نقل عن بعض العلماء القول بتواتر الحديث من طرق مدرسة الخلفاء فضلاً عن مدرسة أهل البيت (عَليهِمُ السَّلامُ)، ونقل عن القندوزي الحنفي أنَّه قال: (وروي هذا الخبر عن ثلاثمائة من الصحابة)، وأخيراً فانَّ العلاّمة الكاتب يثبت تواتر الحديث، وردّ المزاعم التي تحاول الطعن في تواتره، انظر: 52 ـ 54، من الكتاب.
وأمّا ما ينقله لنا من مصادر الحديث فهي كثيرة جداً، نقتصر على ذكر البعض منها باختلاف في ألفاظها طبعاً:
جامع البيان: 22 / 5 و7، والدر المنثور: 5 / 198 و199، وفتح القدير: 4 / 279 و280، وجوامع الجامع: 372، والتسهيل لعلوم التنزيل: 3 / 137، وتأويل الآيات الظاهرة: 2 / 457 ـ 459، والطرائف: 122 ـ 130، والمناقب لابن المغازلي: 301 ـ 307، وشواهد التنزيل: 2 / 11 ـ 92، ومسند الطيالسي: 274، والعمدة لابن بطريق: 31 ـ 46، ومجمع الزوائد: 7 / 91، و9 / 121 و119 و146 و167 ـ 169 و172، وأسد الغابة: 4 / 49، و2 / 9 و12 و20، و3 / 413، و5 / 66 و174 و521 و589، وأسباب النزول: 203، ومجمع البيان: 9 / 138، و8 / 356 و357، والجامع لأحكام القرآن: 14 / 182، وصحيح مسلم: 7 / 130، وسعد السعود: 204 و106 و107، وذخائر العقبى: 21 ـ 25 و87، والإيضاح لابن شاذان: 170, ومسند أحمد: 4 / 107، و3 / 259 و285، و6 / 292 و298 و304، و1 / 331، وتفسير القرآن العظيم: 3 / 483 ـ 486، وكفاية الطالب: 54 و242 و371 و377، وترجمة الإمام علي بن أبي طالب، من تأريخ دمشق، (بتحقيق المحمودي): 1 / 184 و183، والمعجم الصغير: 1 / 65 و135، والجامع الصحيح: 5 / 663 و699 و351 و352، وخصائص الإمام علي للنسائي: 49 و63، والمستدرك على الصحيحين: 2 / 416 و3 / 172 و146 و147 و158 و133، وسير أعلام النبلاء: 10 / 346 ـ 347 و3 / 270 و315 و385 و254، والغدير: 1 / 50 و3 / 196.. وغير ذلك من مصادر المدرستين الكثيرة.
(32) القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 33، الصفحة: 422.
(33) العاملي، جعفر مرتضى، أهل البيت في أية التطهير: 40، عن جامع البيان: 5 / 22، وكنز العمال: 16 / 257، ومنتخب كنز العمال (بهامش مسند أحمد): 5 / 96، عن ابن أبي شيبة، ولباب التأويل: 3 / 466، والتفسير الحديث: 8 / 262، والدر المنثور: 5 / 199، وتفسير القرآن العظيم: 3 / 483، والفصول المهمة للمالكي: 8، وينابيع المودة: 108 و260 و193، ومجمع الزوائد: 9 / 121 و168، والبرهان: 3 / 324، والطرائف: 128، ومسند أحمد: 3 / 259 و285، وشواهد التنزيل: 2 / 11 ـ 15، و48 و50 و92، والبحار: 35 / 223 و227، والجامع الصحيح: 5 / 352، ومستدرك الحاكم: 3 / 58، والسير أعلام النبلاء: 2 / 134، وأحكام القرآن لابن عربي: 3 / 538، وأسد الغابة: 5 / 521، وتيسير الوصول: 2 / 161، وأنساب الأشراف: 2 / 104، (بتحقيق المحمودي)، وذخائر العقبى: 24، والبداية والنهاية: 8 / 205.
(34) العاملي، جعفر مرتضى، أهل البيت في أية التطهير: 41، عن الدر المنثور: 5 / 199، عن ابن مردويه والطرائف: 128، والمناقب للخوارزمي: 13، والبحار: 35 / 223، وإحقاق الحق: 2 / 563، وتفسر البرهان: 3 / 232، وتفسير فرات: 339، ومشكل الأثار: 1 / 338 و339، وينابيع المودة: 174 و193، والتأريخ الكبير للبخاري، (كتاب الكنى): 25 و26، والعمدة لابن بطريق: 41 و45، وذخائر العقبى: 24 و25 عن بن حميد، وشواهد التنزيل: 3 / 29 و52، وكفاية الطالب: 376، وكشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين: 405، والبحار: 35 / 214 و223.
(35) العاملي، جعفر مرتضى، أهل البيت في أية التطهير: 43، عن مجمع الزوائد: 9 / 169، والصراط المستقيم: 1 / 188، عن ابن قرطة، في مراصد العرفان، عن ابن عبّاس، قال: ونحوه عن أنس، وأبي بردة، وأبي سعيد الخدري.
(36) فقد روي أنَّ (عائشة) قالت للنبي (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) في قصة الكساء: أنا من أهلك؟! قال: تنحي، فإنَّك إلى خير، (أنظر: جعفر مرتضى العاملي، أهل البيت في آية التطهير: 44، عن تفسير القرآن العظيم: 3 / 485، وشواهد التنزيل: 2 / 37 و38 و39، وفيه: ولم يدخلني معهم، وفرائد السمطين: 1 / 368، والصراط المستقيم: 1 / 186 و187 و185، وكفاية الطالب: 323، والتفسير الحديث: 8 / 262، عن الطبري، وابن كثير، والعمدة لابن البطريق: 40، ومجمع البيان: 8 / 357، والبحار: 35 / 222، عنه.
وروي في نص آخر أنَّه (صَلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) قد منع (زينب) من الدخول معهم، وقال لها: مكانكِ، فإنَّك إلى خير إن شاء الله تعالى.
انظر: جعفر مرتضى العاملي، أهل البيت في آية التطهير: 45، عن البحار: 35 / 222 ـ 223، والطرائف: 128، وفرائد السمطين: 2 / 19، تفسير القرآن العظيم: 3 / 485، وشواهد التنزيل: 2 / 32، والصراط المستقيم: 1 / 187، والعمدة لابن البطريق: 40، وأشار إليه في نفحات اللاهوت: 84، وإحقاق الحق (الملحقات): 9 / 52.
وأمّا ما ورد بهذا الشأن عن (أم سلمة) فهو كثير جداً، ولمزيد من الاطلاع راجع: أهل البيت في آية التطهير: 46 ـ 50.
(37) القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 61، الصفحة: 57.
(38) مسلم، صحيح مسلم بشرح النوري، ج: 5، كتاب الفضائل، باب فضائل علي، ص: 268.
(39) كتاب الخلفاء الاثنا عشر للدكتور الشيخ جعفر الباقري: 131 ـ 146.

احدث المقالات


(16) ولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السّلام)

موقف عائشة من دفن الامام الحسن (عليه السلام)

الشبهة الرابعة عشر: شبهة عدم ممانعة عائشة من دفن الإمام الحسن عليه السلام في بيتها عند قبر جده صلى ا

كرم الإمام الحسن ( عليه السلام )

الشبهة الحادية عشر: شبهة عدم التصريح باسم الإمام الحسن عليه السلام في القرآن يستلزم نفي إمامته

(41) صلح الإمام الحسن عليه السلام الأسباب.. الأهداف

(39) فضائل الإمام الحسن عليه السّلام

(3) التهم الموجهة للإمام الحسن عليه السلام