المحتويات
2015/08/29
 
29646
حياة الإمام الحسن بن علي دراسة وتحليل الجزء الأول

حياة الإمام الحسن بن علي دراسة وتحليل الجزء الأول

حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل الجزء الأول

المؤلف: الشيخ باقر شريف القرشي

الناشر: دار البلاغة

محتويات الكتاب

البسملة مع آي من الذكر الحكيم
الإهداء
تقديم لسماحة الإمام كاشف الغطاء
تقديم الطبعة الثانية
تقديم الطبعة الأولى
اجتماع النورين
نشأة الصديقة
سمو منزلتها
خطبة الإمام لها
المهر
الجهاز
خطبة العقد
الوليمة
الزفاف
الوليد الجديد
سنن الولادة
(1) الأذان والاقامة
(2) التسمية
(3) العقيقة
(4) حلق رأسه
(5) الختان
(6) كنيته
ألقابه
ملامحه
ذكاء وعبقرية
حفظه للحديث
تكريم وحفاوة
اشادة الكتاب العزيز بفضله
(1) آية المودة
(2) آية التطهير
(أ) دلالتها على العصمة
(ب) المختصون بها
(ج) خروج نساء النبي
(د) مزاعم عكرمة
(3) آية المباهلة
قصة المباهلة
(4) سورة هل أتى
السنة
الطائفة الاولى في عرض الاخبار الواردة في فضل الامام الحسن خاصة
الطائفة الثانية في ذكر الاخبار الواردة في الحسنين
الطائفة الثالثة. في عرض الأخبار الواردة في فضل أهل البيت (ع)
احتفاء المسلمين به
الفاجعة الكبرى
حجة الوداع
غدير خم
استغفاره لأهل البقيع
سرية أسامة
اعطاء القصاص من نفسه
توجع الزهراء
التصدق بما عنده
الرزية الكبرى طلب النبي احضار الدواة والكتف
الى الرفيق الاعلى
في عهد الشيخين
السقيفة
فذلكة عمر
مباغتة الانصار
بيعة أبي بكر
امتناع أمير المؤمنين عن البيعة
احتجاج ومناظرات
(1) أمير المؤمنين
(2) الزهراء
(3) الامام الحسن
(4) سلمان الفارسي
(5) عمار بن ياسر
(6) خزيمة ابن ثابت
(7) أبو الهيثم بن التيهان
(8) سهل بن حنيف
(9) عثمان بن حنيف
(10) أبو أيوب الانصاري
(11) عتبة بن أبي لهب
كيس دار الامام
مصادرة فدك
ندم أبي بكر
شجون الزهراء
الى الرفيق الاعلى
اعتزال الامام
وفاة أبي بكر
خلافة عمر
اعتزال الامام
اغتيال عمر
الشورى
نظرة في الشورى
الانتخاب
في عهد عثمان
عفوه عن عبيد الله المؤاخذات التي ترد على ذلك
دفاع طه حسين
سياسته المالية
هباته للامويين
(أ) أبو سفيان
(ب) الحارث بن الحكم
(ج) عبد الله بن سعد
(د) الحكم بن أبي العاص
(1) محاربته للاسلام
(2) استهزاؤه بالنبي
(3) لعن النبي له
(4) نفيه الى الطائف
(5) رجوعه الى يثرب
(6) توليته على الصدقات
(ه‍) سعيد بن العاص
(و) الوليد بن عقبة
(ز) مروان بن الحكم
الانكار على عثمان
اعتذار عثمان
منحه للاعيان
استئثاره بالأموال
مع الدكتور طه حسين
ولاته على الامصار
(1) الوليد بن عقبة
(أ) نشأته
(ب) فسقه
(ج) ولايته على الكوفة
(د) شربه للخمر
رأى طه حسين
(ه‍) اقامة الحد عليه
(2) سعيد بن العاص
(3) عبد الله بن عامر
(4) معاوية بن أبي سفيان
(5) عبد الله بن سعد
تنكيله بالصحابة
(1) عبد الله بن مسعود
(2) أبو ذر
نفيه الى الشام
نفيه الى الربذة
(3) عمار بن ياسر
الافتراء على الامام الحسن
الثورة
(أ) الوفد المصري
(ب) الوفد الكوفى
(ج) الوفد البصري
استنجاده بالامصار
يوم الدار
موقف الامام الحسن
الاجهاز على عثمان
المثل العليا
امامته
(أ) معنى الامامة
(ب) الحاجة الى الامامة
(ج) واجبات الامام
(ه‍) تعيينه
اخلاقه الرفيعة
كرمه وسخاؤه
عبادته وتقواه
(1) وضوؤه وصلاته
(2) حجه
(3) تلاوته للقرآن
(4) التصدق بأمواله
زهده
هيبته ووقاره
فصاحته وبلاغته
الآداب الاجتماعية
مكارم الاخلاق
الجرائم
التحريض على طلب العلم
فضل العقل
فضل القرآن الكريم
الدعاء
السياسة
الصديق
السخاء والمعروف
البخل
التواضع
ابطال الجبر
الوعظ
طلب الرزق
المساجد
آداب المائدة
ولاء اهل البيت
التحذير من المحرفين لكتاب الله
الشاهد والمشهود
بعض خطبه
كلماته الحكمية
نظمه للشعر
في عهد الامام على
البيعة
تأييد الصحابة
(1) ثابت بن قيس
(2) خزيمة بن ثابت
(3) صعصعة بن صوحان
(4) مالك الأشتر
(5) عقبة بن عمرو
وجوم القرشيين
القعاد
مصادرة الاموال المنهوبة
عزل الولاة
اعلان المساواة
وصاياه لولده الحسن
في البصرة
تمرد طلحة والزبير
خروج عائشة
دوافع تمردها
اعلان العصيان
مع أم سلمة
الزحف الى البصرة
ماء الحوأب
في ربوع البصرة
عقد الهدنة
غدر وخيانة
مقتل حكيم بن جبلة
استنجاد الامام بالكوفة
ايفاد الحسن
الافتراء على الحسن
التقاء الفريقين
خطاب ابن الزبير
خطاب الحسن
الدعوة الى كتاب الله
اعلان الحرب
مصرع الزبير
الاحتفاف بعائشة
(أ) الأزد
(ب) بنو ضبة
(ج) بنو ناجية
عقر الجمل
الصفح عن عائشة
العفو العام
تسريح عائشة
في صفين
تمرد معاوية، بواعث ذلك
ايفاد جرير
مراسلة معاوية لعمرو
حيرة وذهول
قدومه الى الشام
المساومة الرخيصة
رد جرير
زحف معاوية لصفين
تهيؤ الامام للحرب
خطبة الحسن
الحسن مع سليمان
المسير الى صفين
القتال على الماء
ايفاد السفراء الى معاوية
اعلان الحرب
الحسن مع عبيد الله
الحرب العامة
مصرع عمار
رفع المصاحف
الفتنة الكبرى
انتخاب الاشعري
وثيقة التحكيم
انبثاق الفكرة الحرورية
احتجاج ومناظرات
اجتماع الحكمين
خطاب الامام الحسن
تمرد الخوارج
واقعة النهروان
المتارك البغيضة
(1) تمرد الجيش
(2) فقده لاعلام أصحابه
(3) الاحتلال والغزو
(4) فتنة الخريت
مصرع الحق
المؤامرة الدنيئة
الفاجعة الكبرى
وصاياه
اقامة الحسن من بعده
الى الرفيق الاعلى
تجهيزه ودفنه
القصاص من ابن ملجم

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ).

الإهداء

إليك.. يا علة الموجودات، وسيد الكائنات
إليك.. يا منقذ الإنسانية من ظلمات الجهل، وباعث الروح والعلم في الأجيال.
إليك.. يا رسول الله، وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
أرفع بكلتا يدي هذه الوريقات التي بحثت فيها عن سيرة سبطك الأكبر، وريحانتك الذي غذيته من كمال النبوة، وأورثته هيبتك، وسؤددك. وهي بضاعتى المزجاة التي أعددتها ذخري يوم الوفادة عليك، فعسى أن تقع من مقامكم الرفيع موقع القبول وهو حسبى.
المؤلف

تقديم

بقلم الإمام المصلح كاشف الغطاء قدس سره

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الإمام السبط أبو محمد الزكي أول الأسباط الأحد عشر من نسل محمد (ص) سيد الأنبياء ونسل علي سيد البشر وأول من اجتمع فيه نور النبوة ونور الإمامة فكان مجمع النورين وأحد النيرين وملتقى البحرين (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) علي بحر نور الإمامة وفاطمة بحر نور النبوة والكرامة، يخرج منهما اللؤلؤ الأخضر بخضرة السم في السماء والمرجان الأحمر بحمرة الأرض من الدماء.
الحسن أول الأئمة الأمناء من صلب سيد الأوصياء، الحسن الذي أظهر الحق وأزهق الباطل وحقن بصلحه الدماء.
وقد كانت ولادته في ليلة النصف من رمضان على أشهر الأقوال وقد صادف املائي لهذه الكلمات هذه الليلة التي هي ليلة النور وليلة الفرح والسرور لأهل البيت الذين يجب أن نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم. فالى سيد الكائنات، وعلي وفاطمة صلوات الله عليهم أزف الأناشيد والتهاني والترانيم مهنيا لهم بهذا المولود المبارك الذي يقول فيه علة الوجود ومرآة المعبود وفي أخيه: (نعم الجمل جملكما ونعم الراكبان أنتما).
وإني لا أحاول من هذه المقالة التي جرى بها القلم على العجالة أن أذكر ما لأبي محمد الزكي (ع) من عظمة المآثر ومآثر العظمة وكبرياء الجبروت وجبروت الكبرياء وعلوّ المفاخر والمناقب ومفاخر العلياء كلا ثم كلاّ فان صقر باعي ونسر يراعي على سعة معرفتى واطلاعي ينحطان ويسقطان عن العروج إلى ذلك العرش المتمرد بمناعته على العقول والذي لا تنال منه الأفكار مهما تعالت وتغالت سوى الدهشة والذهول.
وإنما أريد أن أتعرض إلى ناحية من نواحي حياته وآية واحدة من آيات معجزاته ومعجزات آياته، وهي ناحية صلحه مع الطاغية ابن الغاوي والغاوية معاوية، فان هذه الناحية قد تعقدت ولبست أسمك جلابيب الغموض وساءت في توجيهها الظنون وباءت بالفشل كل الفروض وسرى الشك وتضعضعت أركان الإيمان حتى من أخص أصحابه وأصحاب أبيه عليه السلام، والخلص من شيعته ومواليه فحمل الغيظ والغضب ذلك الطود الأشم على إساءة الأدب فقال: السلام عليك.. وكان الواجب أن يقول يا معز المؤمنين فقال عكسها. ولم يزل الغموض والالتباس يضفي على القضية أسوأ لباس حتى على المعتقدين بامامته وعصمته. ولكن غلبت العاطفة فيها وصدمة الرزية على التعقل والروية. ولو أمعنوا النظرة وفسحوا المجال للفكرة لتجلى لهم جلاء الشمس، ان كل الصلاح وصلاح الكل فيما فعله سلام الله عليه لا من حيث التعبد والتسليم والخضوع للامر الواقع مهما كان خيرا أو شرا ولا من حيث الاعتقاد بالعصمة، وإن عمل المعصوم لا بد وأن يكون موافقا للحكمة، كلا بل لو تدبرنا الواقعة ونظرناها من جميع أطرافها وظروفها وملابساتها ونتائجها ومقدماتها لا تضحّ لنا على القطع واليقين أن ما فعله سلام الله عليه هو المتعين ولا يصح غيره، نعم هو الحزم بعينه وهو الظفر بخصمه وهو عين الفتك بعدوه من حيث الفنون الحربية والسياسة الزمنية فعل فعل القائد المحنك والحازم المجرب فحارب عدوه بالسلم وغلب عليه بالصلح، فاخمد ناره وهتك ستاره وابدى للناس عاره وعياره، وما كان من الصلاح إلا أن يحاربه بالصلح لا بالسلاح ويذبحه باعماله لا بقتاله ونباله وهذا اتم للحجة واقطع للمعاذير وابلغ في دفع الريب والشبهة وإيضاح كل هذا وانارته بحيث يرى بالعين ويلمس باليد يحتاج إلى فضل بيان وقوة جنان وسعة في القول ولا يساعدني على شيء من ذلك جسمي العليل وبصرى الكليل وكثرة اشغالى وبالى البالى وضيق مجالى وسوء حالى. وعسى أن يلطف جل شأنه فيسمح لى بانتهاز فرصة أخرى استطيع أن اعطي البيان حقه في هذا المضمار واكشف عن هذا الغموض الحجب والاستار حتى يظهر الحق وتسطع الانوار، ولكن لا أجد بدا من أن اختم كلمتى هذه بالحق المحض وزبدة المخض.
وهي على الجملة والطى أنه كما كان الواجب والمتعيّن الذي لا محيص عنه في الظروف التي ثار بها الحسين سلام الله عليه على طاغوت زمانه أن يحارب ويقاتل حتى يقتل هو واصحابه وتسبى عياله ودائع رسول الله كما كان هذا هو المتعين في فن السياسة وقوانين الغلبة والكياسة مع قطع النظر عن الاوامر الإلهية والمشيئة الازلية كذلك كان المتعين والواجب الذي لا محيص عنه في ظروف الحسن (ع) وملابساته هو الصلح مع فرعون زمانه ولو لا صلح الحسن وشهادة الحسين عليهما السلام لما بقى للاسلام أسم ولا رسم ولضاعت كل جهود محمد (ص) وما جاء به للناس من خير وبركة وهدى ورحمة، فان أبا سفيان ونغله معاوية وسخله يزيد دبروا كل التدابير واعملوا كل الحيل لمحو الاسلام ورد الناس إلى جاهليتهم الاولى وعبادة اللات والعزى ولعل إلى هذه النكتة الدقيقة اشار النبي (ص) بالحديث المشهور، الظاهر بصحته ظهور النور، يقول صلى الله عليه وآله وسلم (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا) لعله يعنى أن الحسن إمام في قعوده كما أن الحسين إمام في قيامه ونهضته.
وكانت جمهرة المؤرخين وأرباب التراجم والسير تسرد قضية الحسن سلام الله عليه وصلحه مع معاوية على سطحها الظاهر وشكلها البسيط من غير تحليل ولا تعليل ولا تعمق وتحقيق ومن دون نظر إلى ظروف الواقعة وملابساتها ومباديها وغاياتها ولذا قد يستبق إليها نوع من الاستنكار لعدم النظر إليها بنظر التدبر والاعتبار.
ولكن بما أن الحق والحقيقة نور، والنور إذا اشتد يشق الستور ويأبى إلا الظهور قيض الله في هذا العصر بعض الافاضل من ذوى الاقلام البارعة والافهام الفارعة والانظار السديدة والافكار الحرة فكشفوا بمؤلفاتهم عن حياة الحسن (ع) وسيرته وصلحه الغموض والتعقيد وازاحوا لثام بعض الاوهام التي زلق فيها بعض الكتبة من المعاصرين ومن الذين قبلهم.
وممن عرف فالف واجاد فيما جمع وصنف، وترجم للحسن (ع) في حياته فاحسن، واتقن، وجمع فبرع العالم الفاضل النجيب الاديب الشيخ باقر القرشي ايده الله بروح العناية منه والتوفيق، فقد رفع إلىّ بعض فصول الجزء الاول من مؤلفه (حياة الحسن) فوجدت فيه روح الطموح وطموح الروح ووجدت فيه نفسا وثابة قد جرت في أشواط السباق، وإذا كانت في البداية فهي على وشك الوصول إلى الغاية. واحسن شاهد على فضل كتابه نفس كتابه.
(سبوح لها منها عليها شواهد)
شكر الله مساعيه وبلغه امانيه.

بدعاء ابيه الروحي

محمد الحسين آل كاشف الغطاء

صدر من مدرستنا العلمية بالنجف الاشرف
بتأريخ 20 شهر الصيام المبارك سنة 1373 هـ.

مقدّمة الطبعة الثانية

بسم الله الرّحمن الرّحيم

ـ 1 ـ

للامام أبي محمد الحسن (ع) تأريخ مشرق، حافل بأروع صفحات البطولة والجهاد، وسيرة ندية تنبض بالعدل والتقوى، وتتدفق بالقابليات الفذة، والنزعات الخيرة، وتلتقي بها سجاحة الخلق، واصالة الرأي، وعمق التفكير، وقد اجمع المترجمون له أنه من احلم الناس، واقدرهم على كظم الغيظ، والصبر على الأذى والمكروه، فما عرف من سيرته أنه قابل مسيئا باساءته، ولا جازى مذنبا بذنبه، وإنما كان يغدق عليهم بالاحسان ويقابلهم بالمعروف، شأنه شأن جده الرسول (ص) الذي وسع الناس باخلاقه وحلمه.
وحسبها شهادة تدل على عظيم حلمه ادلى بها الد خصومه، واحقد اعدائه مروان بن الحكم حينما بادر إلى حمل جثمانه الطاهر، فاستغرب منه سيد الشهداء وقال له: (اتحمل جثمانه، وكنت تجرعه الغصص؟!)
فقال مروان: (كنت افعل ذلك بمن كان يوازي حلمه الجبال) وكما كان من احلم الناس، فقد كان من ابرز رجال الفكر في سداد الرأي وصواب التفكير، وقد تجلى ذلك في صلحه مع معاوية، وتجنبه من فتح باب الحرب، فان البلاد كانت تضج بالحزبية، وباع زعماء القبائل وقادة الجيش ذممهم على معاوية، وانحازوا إلى معسكره لا إيمانا بقضيته، وانما طمعا بامواله، واستجابة لرغباتهم النفسية التي تطمع بالنفوذ والسيطرة، والثراء العريض، مضافا إلى ذلك خبث جنوده، وشدة خلافهم، وايثارهم للسلم، وغير ذلك من العوامل التي سنذكرها بالتفصيل في غضون هذا الكتاب، فاستسلم عليه السلام للامر الواقع، وصالح معاوية، وقد صان بذلك الأمة، وح