المحتويات
2015/08/26
 
7702
الحِلم الحسَنيّ - الأخلاق الحَسنيّة (5)

الحِلم الحسَنيّ - الأخلاق الحَسنيّة (5)

الحِلم الحسَنيّ

سلسلة الأخلاق الحَسنيّة (5)

تأليف: جعفر البياتي
الناشر: العتبة الحسينية المقدّسة
مركز الإمام الحسن عليه السلام للدراسات التخصصية

يكفي في الحِلم أنّه خُلقٌ من أخلاق الله تعالى وصفةٌ من صفاته جَلّ وعلا، حيث يعصيه خَلقُه وهو يُمهلهم، ويعاندونه وهو يرزقهم.. وهو القائل في مُحكم تنزيله الكريم يُعرِّف نفسه لعباده: (واللهُ غَفُورٌ حَليم)(1)، (واللهُ عَليمٌ حَليم)(2)، وقد تخلّق الأنبياء والمرسلون عليهم السلام بهذا الخُلق الإلهيّ، فعُرِفوا بالعفو والحلم والصبر على أقوامهم، حتّى قال الله عزّ وجلّ في وصف خليله إبراهيم عليه السلام: (إنَّ إبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيب)(3).
وأمّا عفو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ وهو الذي لم يُؤذَ أحدٌ من الأنبياء بمِثْل ما أُوذي ـ فقد كان منه حِلمٌ عجيبٌ على قومه وعشيرته، وعلى الأعراب الذين قَدِموا إليه، حتّى شيّد هذا الدين الحنيف الذي نَنعُم به ـ بحمد الله تبارك وتعالى ـ وأرسى دعائمه، وهو القائل: (بُعِثتُ للحِلمِ مركزاً، وللعِلمِ مَعدِناً، وللصبر مَسكناً)(4). وبعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شَهِد الناس لأهل البيت عليهم السلام حلمَهم وعفوهم وصَفْحَهم وقد ظُلِموا وأُوذُوا وأُسِيء إليهم ـ بل وكذِّبوا ـ فغَفَروا(5).
وإذا كان شيء يفتقر إلى شيءٍ أو أشياء، فإنّ الحِلمَ يفتقر إلى الصبر والعلم، ليُثمرَ عن العفو والصَّفْح، ومن هنا حَظِيَت هذه الخَصلة الطيّبة بالمدح والثناء من قِبَل النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأكارم عليهم السلام.. فلنقرأ بعضَ ما جاء في ذلك:
* قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (.. فأمّا الحِلْم، فمِنه رَكوبُ الجميل، وصُحبةُ الأبرار، ورفعٌ مِن الضَّعة، ورفعٌ مِن الخَساسة، وتَشهّي الخير، ويقرّب صاحبَه مِن معالي الدرجات، والعفوِ والمَهْلِ والمعروفِ والصمت، فهذا ما يتشعّب للعاقل بحِلمِه)(6).
* وجاء عن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام في غُرر حِكمه هذه الأقوال النيّرة:
ـ (الحِلْمُ سَجيّةٌ فاضلة)(7).
ـ (الحِلمُ تمامُ العقل)(8).
ـ (لا عِزَّ أرفعُ مِن الحِلم)(9).
* وعن الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام ورد قوله: (لا يكون الرجلُ عابداً حتّى يكونَ حليماً)(10).
* وفي تبيين مَن هو الحليم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس بحليمٍ مَن لم يعاشِرْ بالمعروف مَن لا بُدَّ له مِن معاشرته)(11).
كذلك جاءت عن الإمام عليّ عليه السلام هذه الأقوال الحكيمة:
ـ (الحليمُ مَنِ احتَملَ إخوانه)(12).
ـ (الحليمُ يُعلي همّتَه فيما جُنِيَ عليه مِن طلبِ سُوءِ المكافأة)(13).
ـ (ليس الحليم مَن عَجَز فهَجَم، وإذا قَدَر انتقم، إنّما الحليمُ مَن إذا قَدَر عفا، وكان الحِلمُ غالباً على كلِّ أمرِه)(14).
* وأمّا مِن ثمار الحِلم ما بيّنه أمير المؤمنين عليه السلام، فقوله:
ـ (الحِلْمُ حِلْيةُ العِلم، وعِلّةُ السِّلْم)(15).
ـ (الحِلمُ يُطفئ نارَ الغَضَب، والحِدّةُ تُؤجِّجُ إحراقَه)(16).
* وجاء عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: (كفى بالحِلمِ ناصراً)(17).
وقد شاء الله تبارك وتعالى أن تتجلّى القيمُ العليا والمُثلُ الحسنى، فخلَقَ محمّداً وآل محمّد صلوات الله عليه وعليهم، وما أجملَ ما قاله الشاعر:

قَضَى اللهُ للعلياءِ أن تَتَجَسّدا * * * فقالَ لها: كوني، فكانت مُحمّدا

وتجسّد الحِلمُ في الإمام الحسن المجتبى عليه السلام فكان مواقفَ خشع لها التاريخ ورواها بإجلال، وذكر بعضَ آثارها المباركة:
* عن حُذَيفةَ بنِ اليمان قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جبل ـ أظُنُّه حَرّى أو غيره ـ ومعه أبو بكرٍ وعمر وعثمان، وعليٌّ عليه السلام وجماعةٌ من المهاجرين والأنصار، وأنس حاضر لهذا الحديث.. إذ أقبَلَ الحسن بن عليٍّ يمشي على هدوءٍ ووَقار، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: (إنّ جَبرئيلَ يهديه، وميكائيل يُسدِّده، وهو وَلَدي والطاهرُ مِن نفسي، وضلعٌ مِن أضلاعي، هذا سِبْطي وقُرّةُ عيني، بأبي هو).
فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول له: (أنت تُفّاحتي، وأنت حبيبي ومهجة قلبي)، وأخذ بيده فمشى معه ونحن نمشي، حتّى جلس وجلسنا حوله ننظر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو لا يرفع بصرَه عنه، ثمّ قال: (أما إنّه سيكون بعدي هادياً مَهْديّاً، هذا هديّة مِن ربّ العالمين لي، يُنْبئ عنّي، ويُعرِّف الناسَ آثاري، ويُحْيي سُنّتي، ويتولّى أموري في فعله، ينظر اللهُ إليه فيرحمه، رَحِم اللهُ مَن عَرَف له ذلك وبَرّني فيه، وأكرَمَني فيه).
فما قَطَع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلامَه حتّى أقبل إلينا أعرابيّ يَجُرّ هَراوةً له، فلمّا نظر رسول الله إليه قال: (قد جاءكم رجلٌ يكلّمكم بكلامٍ غليظٍ تَقْشعِرُّ منه جلودُكم، وإنّه يسألكم من أمور، وإنّ لكلامه جَفْوة). فجاء الأعرابيّ فلم يُسلّم وقال: أيُكم محمّد؟ قلنا (والكلام لحذَيفة): وما تُريد؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَهلاً)، فقال: يا محمّد، لقد كنتُ أُبغضُك ولم أَرَك، والآنَ فقد ازددتُ لك بُغضاً! قال حذيفة: فتبسّم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وغَضِبنا لذلك، وأرَدْنا بالأعرابيّ إرادةً فأومأ إلينا رسول الله أنِ اسكتوا! فقال الأعرابيّ: يا محمّد، إنّك تزعم أنّك نبيّ، وإنّك قد كذِبتَ على الأنبياء، وما معك مِن برهانك شيء! قال له: (يا أعرابيّ، وما يُدريك؟)، قال: فخبِّرْني ببرهانك، قال: (إن أحبَبتَ أخبَرَك عضوٌ مِن أعضائي، فيكون ذلك أَوكدَ لبرهاني)، قال: أوَ يتكلّم العضو؟! قال: (نعم، يا حسَنُ قُم). فازدرى الأعرابيُّ نفسَه وقال: هو ما يأتي ويُقيم صبيّاً ليكلّمَني! قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّك ستجده عالِماً بِما تُريد).
فابتدره الحسنُ وقال: (مَهْلاً يا أعرابيّ!)

ما غبيّاً سألتَ وابنَ غبيٍّ * * * بل فقيهاً إذنْ وأنت الجَهولُ
فإن تَكُ قد جَهِلتَ فإنّ عندي * * * شِفاءَ الجهلِ ما سألَ السَّؤولُ
وبحراً لا تُقسِّمُه الدَّوالي * * * تُراثاً كان أورَثَه الرسولُ

(لقد بسطتَ لسانَك، وعَدَوتَ طَورَك، وخادعتَ نفسَك، غيرَ أنّك لا تَبرَحُ حتّى تُؤمِنَ إن شاء الله). فتبسّم الأعرابيُّ وقال: هِيه!
(فأخبره الحسن المجتبى عليه السلام بما كان من الأعرابيّ قبل قدومه، أين كان، ومع مَن اجتمع، وما حصل منه في مسيره، وأنبأه بحالاته، فما كان من الأعرابيّ إلّا أن ذُهِل متعجِّباً فقال:) مِن أين قلتَ يا غلامُ هذا؟! كأنّك كشفتَ عن سُوَيد قلبي! ولقد كنتَ كأنّك شاهدتني، وما خَفِيَ عليك شيءٌ مِن أمري، وكأنّه علمُ الغيب! ثمّ سأله: ما الإسلام؟ فقال الحسن عليه السلام: (اللهُ أكبر، أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنّ محمّداً عبدُه ورسولُه).
فأسلم الأعرابيّ وحَسُن إسلامه، وعلّمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً من القرآن، فقال: يا رسول الله، أرجِعُ إلى قومي فأُعرِّفُهم ذلك؟ فأذِنَ له، فانصرف ورجع ومعه جماعةٌ مِن قومه، فدخلوا في الإسلام، فكان الناس إذا نظروا إلى الحسن عليه السلام قالوا: لَقَد أُعطيَ ما لَم يُعْطَ أحدٌ مِن الناس!(18)
ذلكم هو الحسن بن عليٍّ وابن فاطمة، سبط المصطفى، أحد أصحاب الكساء، وخامسهم من أهل بيت العصمة والعلم والطهارة، وثاني أئمّة الحقّ والهدى، ومَن أَولى أن نخاطبهم: (وشأنُكمُ الحقُّ والصِّدْقُ والرِّفْق، وقولُكم حُكمٌ وحَتْم، ورأيُكم علمٌ وحِلْمٌ وحَزْم)(19)، فحالُكم ـ يا موالينا ـ متابعةً هو الحقُّ والصدق والرفق في المعارف والأحوال، والأقوال والأفعال، في الكلام والمعاشرات. وكذلك أوامرُكم ونواهيكم ذات حكمةٍ وصلاحٍ للناس؛ لأنّكم أهلُ الحكمة ومِنكم صَدَرَت، وهي واجبة الأخذ ولازمة الاتّباع، لأنّها أحكام مُتْقنة. وأمّا رأيُكم فهو تدبيرٌ حكيمٌ في الأمور، وهو عن علمٍ إلهيّ، لا ظنَّ فيه ولا تخمين، وهو حِلْم، لا خطأَ فيه، لأنّه صادر عن عقلٍ سليم، وهو حَزْم مُتْقَنٌ لا خَللَ فيه(20).
* وفي السخاء الحسنيّ مرّت علينا قصّتا الشاميَين اللَّذينِ جابها الإمام الحسن عليه السلام بإعرابهما عن حقدهما عليه وعلى أبيه أمير المؤمنين عليه السلام، وواجَهاه بالعبارات البذيئة والكلمات النابية المـُقْذِعة، فقابلهما بالحلم، وأكرمهما وسخا عليهما باستضافتهما، فما رحلا حتّى كان الحسنُ أحبَّ الناس إلى قلبَيهما، بل رحلا وهما معتقدانِ بإمامته، حيث قال له ذلك الشاميّ بعد أن بكى: أشهَدُ أنّك خليفةُ الله في أرضه، (اللهُ أعلمُ حيثُ يَجعَلُ رسالتَه)، وكنتَ أنت وأبوك أبغضَ خَلْقِ الله إليّ، والآن أنت أحبُّ خَلقِ الله إليّ. قال الراوي: وكان ضيفَه إلى أنِ ارتحل، وصار معتقداً لمحبّتهم(21).
* وروى ابن حجر المكيّ الشافعيّ أنّ مروان بن الحكم ـ وكان عاملاً على المدينة ـ أرسل إلى الإمام الحسن عليه السلام رجلاً يَسبُّه ويسبّ عليّاً عليه السلام كلَّ جمعةٍ على المنبر، فما كان من الحسن إلّا أن قال لرسول مروان: (ارجِعْ إليه وقُلْ له: إنّي ـ واللهِ ـ لا أمحو عنك شيئاً بأن أُسبَّك، ولكنْ مَوعدي وموعدُك الله، فإن كنتَ صادقاً في سبِّك فجزاك اللهُ خيراً بصِدقِك، وإن كنتَ كاذباً فاللهُ أشدُّ انتقاماً!)(22).
وفي رواية المجلسيّ: أنّ مروان بن الحكم عليه اللعنة شتم الحسنَ بن عليٍّ عليهما السلام، فلمّا فَرَغ قال له الحسن: (إنّي ـ واللهِ ـ لا أمحو عنك شيئاً، ولكن مهّدك الله، فلَئِن كنتَ صادقاً فجزاك اللهُ بِصِدقك، ولَئن كنتَ كاذباً فجزاك اللهُ بِكذبك، واللهُ أشدُّ نِقمةً منّي!)(23).
هكذا لم يَزِد على ذلك، وهو إمامٌ يُسَبّ ويُسَبّ أبوه أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، ومروان هو ذاك الذي عُرِف بانحرافه، بل بارتداده، ولكنّ أبابكرٍ استدركه وضمّه إليه وحماه، وكان عُرِف بأنّه طريدُ رسول الله، وصاحب الفتن الكثيرة، فلمّا أحسّ بالمأمن الذي هيّؤوه له أخذ يتطاول على الإسلام وحُرماته، ولكنّه واجَهَ حِلْماً يَكبُر عليه وعلى كلِّ تجاوزاته.. وقد قيل يوماً للإمام الحسن عليه السلام: ما الحِلْم؟ فقال: (كظمُ الغَيظ، ومَلكُ النَّفْس)(24)، قالها صلوات الله عليه وهو ـ بحقٍّ ـ كان عند قوله.
* وكتب الذهبيّ ـ وهو من رجالات أهل السنّة المتعصّبين ـ: كان بين الحسن بن عليٍّ ومروان بن الحكم كلام، فأقبل عليه مروان فجعل يُغلِظ له والحسنُ ساكت، فامتَخَط مروانُ بيمينه، فقال الحسن رضي الله عنه: (وَيحَك! أما عَلِمتَ أنّ اليمين للوجه، والشمال للفَرْج، أُفٍّ لك!)، فسكت مروان(25).
قال فاروق حماده معلّقاً: وما سكوتُ الحسن رضي الله عنه إلّا لِما كان لحقِّ نفسه، فلمّا خالَفَ مروانُ السُّنّة غَضِب الحسنُ لله وللسنّة، وأبان له الصوابَ فيها(26).
وقد قال الشاعر في الحلم:

وفي الحِلمِ رَدْعٌ للسَّفيهِ عنِ الأذى * * * وفي الخُرْقِ إغراءٌ، فلا تَكُ أخْرَقٰا

* ورُويَ أنّ غلاماً للحسن عليه السلام جنى جنايةً تُوجِب العقاب، فأمر به أن يُضرَب، فقال: يا مولاي (والعافينَ عنِ الناس)، قال: (عَفَوتُ عنك)، قال: يا مولاي (واللهُ يُحِبُّ المُحسنين)، قال: (أنت حُرٌّ لوجه الله، ولك ضِعفُ ما كنتُ أُعطيك)(27).
فكان منه عليه السلام: عَفْوٌ وصَفْح، ثمّ عِتْقٌ وتحرير، ثمّ مكافأةٌ على حُسن الطلب من خلال آيةٍ مناسبةٍ للحال، وعلى حُسن الظنّ بالإمام الحليم أبي محمّد الحسن المجتبى عليه السلام.
* وسلام الله على الإمام الصادق عليه السلام حيث رُوي عنه قوله في العفو: (العفوُ عند القُدرة مِن سُنن المرسَلين والمتّقين. وتفسير العفو أن لا تُلزِمَ صاحبَك فيما أجرَمَ ظاهراً، وتنسى مِن الأصل ما أُصِبتَ منه باطناً، وتزيد على الاختيارات إحساناً. ولن يَجِدَ إلى ذلك سبيلاً إلّا مَن قد عفا الله عنه، وغَفَر له ما تقدّم مِن ذنبه وما تأخّر، وزَيَنه بكرامته، وألبَسَه مِن نور بهائه؛ لأنّ العفو والغفران صفتانِ مِن صفات الله عزّ وجلّ، أودَعَها في أسرار أصفيائه، لِيتخلّقُوا مع الخَلْق بأخلاقِ خالقهم، وجعَلَهم كذلك، قال الله عزّ وجلّ: (وَلْيَعفُوا وَلْيَصْفَحُوا، ألا تُحبُّونَ أن يَغفِرَ اللهُ لكم، واللهُ غَفورٌ رَحيم)(28). ومَن لا يعفو عن بَشَرٍ مِثلِه كيف يَرجو عَفوَ مَلِكٍ جَبّار؟!
قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حاكياً عن ربّه يأمرُه بهذه الخصال، قال: صِلْ مَن قَطَعَك، واعْفُ عَمَّن ظَلَمك، وأَعْطِ مَن حَرَمَك، وأحسِنْ إلى مَن أساءَ إليك. وقد أُمِرنا بمتابعته، يقول الله عزّ وجلّ: (وَما آتاكمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهاكم عَنْه فَانتَهُوا)(29).
والعفوُ سِرُّ الله في القلوب قلوبِ خواصّه مِمَّن يَسرُّ له سرَّه..)(30).
أجَل، وكانت هذه الصفة مُلازمةً للإمام الحسن المجتبى عليه السلام، وكان موصوفاً بها، حتّى اقترن عفوه بالإكرام والإحسان والمكافأة. وقد رُويَ لنا أنّ غلاماً له ارتكب ما يستحقّ عقوبةً منه، فلمّا سأله الإمام لِمَ فعَلَ ذلك، أجابه: لِأَغمّنَّك، فما كان من الإمام الحسن إلّا مقابلة إساءتين من غلامه، الثانية أكبر من الأُولى، والعذر أقبحُ من العلّة والذنب، باللطف أن قال عليه السلام لغلامه: (لَأُفرّحنّك، أنت حُرٌّ لوجه الله تبارك وتعالى)(31).
ولعلّ هذا الموقف وأمثاله لا يحكي ـ فقط ـ حِلمَ الحسن وإحسانه إلى مُسيئه، ولا عفوَه وصفحَه ومكافأته لعبدٍ له تجرّأ عليه فحسب، بل يحكي إمامتَه أيضاً، وأهليّته لرعاية شؤون الناس ومداراتهم وتأديبهم.
ومن صور العفو، بل والصَّفْح، تركُ العقوبة.. وقد تركها الإمام الحسن الزكيّ عليه السلام عن كثيرين، حتّى عن قاتله! فتلك امرأتُه جُعدة بنت الأشعت دسّت له السمّ بعد أن رُشِيت على ذلك مالاً، فأخذ عليه السلام يَقيء كبِدَه الشريف ولم يُخبِرْ عنها أحداً بشيء.. قال ابن حجر: وكان سبب وفاة الحسن أنّ زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكنديّ دسّ إليها يزيد أن تَسمَّه ويتزوّجَها، وبذل لها مئةَ ألف درهم، ففعلت، فمَرِض أربعين يوماً..(32).
وحينَ سُئل مَن قتله لم يُجِب، وقال لسائله: (وَكلْ أمرَه إلى الله تعالى)(33).
وهذا مِن أجلى مظاهر الحِلم وحالاته، ولذا وجدنا الشيخ موسى محمّد علي لمـّا ألّف كتاباً في الإمام الحسن عليه السلام لم يتحيّر في وضع عنوانه، فقد كتب على غلاف الكتاب بكلّ اطمئنان (حليم آل البيت).
* وكان من حالات الحِلم في المواقف العصيبة، ما حدث من مواقف الأصحاب من الإمام الحسن عليه السلام بعد صلحه مع معاوية، على أثَرِ خذلان جيشه وتفرُّق الناس وتشتّت كلمتهم، فاستوجب الأمرُ حفظَ الدين، والحِفاظَ على دماء المسلمين، فكان من أصحاب الحسن عجلةٌ وتجاسرٌ وخُرقٌ وتجاوز، وكان من الحسن حِلمٌ وتهدئةٌ ورِفقٌ وإيضاح. وهنا يُعرَف الحلم والحليم، ويُعرَّفان:
* قال الإمام الصادق عليه السلام: (الحِلمُ سِراجُ اللهِ يستضيء به صاحبُه إلى جواره، ولا يكون حليماً إلّا المؤيَدُ بأنوار الله، وبأنوار المعرفة والتوحيد. والحِلمُ يَدور على خمسة أوجُه: أن يكونَ عزيزاً فيُذَلّ، أو يكونَ صادقاً فيُتَّهَم، أو يَدعُوَ إلى الحقّ فيُستخَفّ به، أو أن يُؤذى بلا جُرم، أو أن يُطالِبَ بالحقّ ويُخالفوه فيه..)(34).
وهذا هو الذي حصل للإمام الحسن المجتبى عليه السلام، فخذلوه وأحرجوه، وكادت الفتنةُ أن تقع كبيرةً تُهدَر دماءٌ لا تسقي شجرة، ولا تأتي بثمرة، ولا يُدفَع بها شرّ، ولا تُكشَف بها حقائق، فلمّا كان الصلح جاء مَن جاء فألقى في وجه الإمام ما يَعزّ ـ بل يحزّ في القلب ـ أن يُنقَل فيُكتب، لكن لكي نرى كيف تجلّى حِلمُ الإمام، وكيف واجه تهوّرَ الناس وسوءَ أدبهم، وهتكهم للحرمة واستعجالهم للأمر، وجهلَهم بأحكامِ الله تعالى وعلمِ الإمام بمصالحهم، ومن هنا وجدنا أنفسَنا مُلزَمين أن نذكر بعضاً مِمّا حدث:
* روى ابن عساكر الدمشقيّ بسنده عن فُضَيل بن مرزوق أنّه قال: أتى مالكُ بن ضَمُرةَ الحسنَ بن عليّ فقال: السلامُ عليك يا مُسَخِّمَ وجوهِ المؤمنين!! قال: (يا مالك لا تَقلْ ذلك، إنّي لمـّا رأيتُ الناسَ تركوا ذلك إلّا أهله، خَشِيتُ أن تُجْتَثُّوا عن وجه الأرض، فأردتُ أن يكون للدِّين في الأرض ناعي)، فقال مالك: بأبي أنت وأمّي، (ذُرِّيَةً بعضُها مِن بعض)(35).
قال بعض أهل التحقيق: ممّا يشهد لصحة هذا الحديث أو يؤيّده، ما رواه البلاذريّ في (الحديث ٤٠٩ ـ من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من: أنساب الأشراف ج ١ ص ٣٨٤) أن جيش الإمام عليٍّ عليه السلام في صفّين طالبوا بوقف القتال بعد أن خُدِعوا بمكر عمرو بن العاص في رفع المصاحف، فكان جمهورهم يقرّون بالتحكيم وهم راضون به، لكنّ فِرقةً قليلة العدد أنكرت ذلك فقالوا للإمام: عُدْ إلى الحرب، ولكنّ أكثر الجيش قالوا: واللهِ ما دعانا القوم إلّا إلىٰ حقٍّ وإنصافٍ وعدل.. فقال الإمام عليّ عليه السلام للذين دَعَوا إلى الحرب: (يا قوم، قد تَرَون خلافَ أصحابكم وأنتم قليلٌ في كثير، ولَئِن عُدتُم إلى الحرب لَيكوننّ هؤلاءِ أشدَّ عليكم مِن أهل الشام، فإذا اجتمعوا وأهلُ الشام عليكم أفنَوكم، واللهِ ما رَضِيتُ ما كان ولا هَويتُه، ولكنّي مِلتُ إلى الجمهور منكم خوفاً عليكم)، وللحديث شواهد كثيرة(36).
لقد كان العصر الذي عاش فيه الإمام الحسن عليه السلام عصرَ فتنٍ ونفاقٍ وتخاذلٍ وطمع في حطام الدنيا، وتنكرٍ للقيم والمبادئ والأخلاق.. هذا من جهة، ومن جهةٍ أخرى استطاع معاوية بن أبي سفيان أن يخدع كثيراً من الناس، وأن يُوهِمَهم بعدَ أن أبعدَهم عن بيت الوحي والرسالة، وأشغلهم بملذّات الدنيا مقابلَ أن يُخلوا له المُلك لا يُزاحمُه عليه أحد، ولاينظر أحدٌ أن يتركه لأحد، فهو إرثٌ أمويّ قتل عليه الكثيرين، وشرّد ونفى وسجن عليه الكثيرين! وقد صارح الملأ، وأعلنها واضحةً بعد الصلح الذي فَضَحه، حيث قال في خطبةٍ له بالنُّخَيلة ـ وقد استتمّت الهدنة ـ:إنّي ـ واللهِ ـ ما قاتلتُكم لِتُصَلُّوا ولا لِتصُوموا ولا لتُزكوا.. ولكنيّ قاتلتُكم لأتأمّرَ عليكم، وقد أعطاني اللهُ ذلك وأنتم له كارهون. (ثمّ قال:) ألا وإنّي كنتُ مَنّيتُ الحسنَ وأعطيتُه أشياءَ وجميعُها تحتَ قَدَمَيَّ لا أَفي بشيءٍ منها له!(37)
هذا والناس لا يُميِز أكثرهم بين إمامٍ مِن قِبَل الله وبتبليغٍ من قِبل رسول الله، وبين طاغيةٍ تسلّط بالقوّة والمكر والتمّرد والغصب والابتزاز، فكان الحِلمُ الحسنيّ خُلقاً يُرجى به تهدئة الناس بعد اضطرابهم، وفرصةً يُنظَر بعدَها إفهامهم وتوضيح الحقائق لهم، وتعريفهم مَن هو الإمام بالحقّ، ومَن هو الغاصب للخلافة النبويّة الشريفة.
وقد صَبَر الإمام الحسن الزكيّ عليه السلام على مواقفهم المرتبكة، وتحمَّلَ جساراتهم الشنيعة بحِلمٍ نبويّ ـ علويّ، وكان منه أناةٌ ورفق، ثمّ بيانٌ وصراحة، وأدلّة يسجد له العقل ويسلّم لها المنطق، ويهدأ لها الضمير، ويصدّقها الواقع المرّ الذي كان يعيشه المسلمون في تلك الفترة العصيبة والمحنة الشديدة(38).
ومع كلّ ذلك لم يَسلَم الإمام الحسن صلوات الله عليه.. لا مِن قِبَل أصحابِه، ولا مِن قِبل أصحاب معاوية.. فبينما هو يصلّي إذ وَثَب عليه رجلٌ فطعَنَه بخنجرٍ وهو ساجد، ثمّ خطب الناسَ فقال: (يا أهلَ العراق، اتّقُوا اللهَ فينا؛ فإنّا أُمراؤُكم وضِيفانُكم، ونحن أهلُ البيت الذين قال الله فيهم: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا))، قال الراوي: فما زال يقولها حتّى ما بقيَ أحدٌ في المسجد إلّا وهو يبكي!(39)
* وعن الفضل بن شاذان قال: وثَبَ أهل عسكر الحسن عليه السلام بالحسن في شهر ربيع الأوّل، فانتَهَبوا فِسطاطه، وأخذوا متاعه، وطعنه ابن بشير الأسديّ في خاصرته (بِحَرْبة)، فردُّوه جريحاً إلى المدائن حتّى تحصّن عند عمّ المختار بن أبي عبيدة(40).
وكتب الشيخ المفيد: قالوا: كفَر ـ واللهِ ـ الرجل! ثمّ شدّوا على فسطاطه وانتهبوه حتّى أخذوا مُصلّاه من تحته، ثمّ شدّ عليه عبد الرحمان بن عبد الله بن جعال الأزديّ فنزع مِطرفَه عن عاتقه... فلمّا مرّ عليه السلام في مظلم (ساباط) بَدَر إليه رجلٌ مِن بني أسدٍ يُقال له (الجَرّاح بن سِنان) وأخذ بلجام بغلته وبيده مِغْوَل (حديدة) وقال: الله أكبر، أشركتَ يا حسنُ كما أشرك أبوك مِن قبل!! ثمّ طعنه في فَخِذه فشقّه حتّى بلغ العظم، ثمّ اعتنقه الحسن وخَرّا جميعاً إلى الأرض..(41).
* ثمّ كان ما كان مِن دسّ السمّ إليه سلام الله عليه، وأيّ سمٍّ ذاك الذي سُقي، وكم؟! روى أبو نُعَيم بسنده عن عُمير بن إسحاق قال: دخلتُ أنا ورجلٌ على الحسن بن عليّ نَعودُه، فقال: (يا فلانُ سَلْني)، قلت: لا واللهِ لا نسألك حتّى يُعافيَك اللهُ ثمّ نسألك. ثمّ دخل، ثمّ خرج إلينا فقال: (سَلْني قبلَ أن لا تسأَلَني)، فقلت: بل يُعافيك اللهُ ثمّ أسألك، قال: (لَقَد أَلقَيتُ طائفةً مِن كبِدي، وإنّي سُقِيتُ السمَّ مِراراً! فَلَم أُسْقَ مِثلَ هذه المَرّة!!)(42).
* وكتب ابن أبي الحديد: روى أبو الحسن المدائنيّ قال: سُقيَ الحسن عليه السلام السمَّ أربع مرّاتٍ فقال: (لقد سُقِيتُه مِراراً، فما شقَّ علَيَّ مِثلَ هذه المرّة!)(43).
وقابل الإمام الحسن عليه السلام ذلك كلَّه بصبرٍ وحِلم حتّى تتبيّن الأمور فيما بعد، فيُذعن التاريخ ويشهد على ألسنة المناوئين والمحبّين، والمبغضين والمعجبين، أنّ الإمام الحسن كان على حقّ وكان في الوقت ذاته مظلوماً، وأنّ الذي فعَلَه صِدقٌ ورفق وكان في ذلك حليماً، وكان حِلمه عجيباً!
* روى المدائنيّ عن جُوَيرِيَةَ بنِ أسماء قال: لمـّا مات الحسن عليه السلام أخرجوا جنازته، فحَمَل مروانُ بن الحكم سريرَه، فقال له الحسين عليه السلام: (تَحمِل اليومَ جنازتَه، وكنتَ بالأمس تُجرّعُه الغَيظ!)، قال مروان: نَعَم، كنتُ أفعل ذلك بمَن يُوازن حلمُه الجبال!!(44)
* وكتب أبو الفَرَج الأصفهانيّ: لمـّا مات الحسن بن عليّ وأخرجوا جنازته، حمَلَ مروانُ سريره، فقال له الحسين عليه السلام: (أتحمِلُ سريرَه؟! أما واللهِ لقد كنتَ تجرّعه الغيظ!)، فقال مروان: إنّي كنت أفعل ذلك بِمَن يُوازن حلمُه الجبال!(45)
* أمّا رواية ابن حجر العسقلانيّ الشافعيّ فهكذا: قال جُوَيرِية: لَمـّا مات الحسن بن عليّ بكى مروان في جَنازته! فقال له الحسين عليه السلام: (أتبكيهِ وقد كنتَ تُجرّعه ما تُجرّعُه؟!)، فقال: إنّي كنتُ أفعل ذلك إلى أحلمَ مِن هذا ـ وأشار بيده إلى الجبل(46).
* وتمرّ القرون، فتتوالى شهادات الألسن والأقلام أنّ الحسن عليه السلام كان أسمى وأنزهَ وأعزّ؛ لأنّه كان الأصبرَ والأرفق والأحلم:
ـ كتب السفارينيّ الحنبليّ: وقد كان الحسن رضي الله عنه له مناقبُ كبيرة، وكان سيّداً حليماً، ذا سَكينةٍ ووَقارٍ وحشمةٍ وجُود(47).
ـ وكتب الشيخ محمّد رضا المصريّ: كان الحسن حليماً، كريماً، وَرِعاً، ذا سكينةٍ ووقارٍ وحشمة..(48).
ـ وكتب الدكتور الصلّابيّ ـ بعد أن أورد عدداً من الروايات المخبرة عن حلم الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ـ: وهذه المواقف الكريمة التي نتعلّم منها الحِلمَ مِن سيرة الحسن بن عليّ رضي الله عنهما، وكيفيّةَ كسب المخالفين، بالإحسان إليهم والترفُّق بهم، والصبر على أذاهم ومحبّةِ الخير لهم، وقد يغلب على كثيرٍ منهم الجهلُ وعدمُ معرفة الحقائق، هي تطبيقٌ لقول الله تعالى: (خُذِ العَفْوَ وأْمُرْ بالعُرْفِ وأعْرِضْ عنِ الْجاهِلِين)(49)، واقتداءٌ بجدّه صلى الله عليه وآله وسلم الذي بلغ الذروةَ والغاية في حِلمه وعفوه وضبط نفسه إزاء التخرّصات والمفتريات التي نُسِبت إليه، إضافةً إلى الإيذاء من مشركي العرب: كامرأة أبي لهب، وأبي جهل، وأُبيّ بن خلف، وغيرهم من سفهاء مكة(50).


 

 

 

 

 

 

الهوامش:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة المائدة: ١٠١.
(2) سورة النساء: ١٢.
(3) سورة هود: ٧٥.
(4) بحار الأنوار ٧١: ٤٢٣ / ح ٦١ ـ عن: مصباح الشريعة: ٣٧.
(5) يراجع كتاب: العفو، للمؤلّف.
(6) تحف العقول: ١٩.
(7) بحار الأنوار ٧٨: ٣٩ / ح ١٣ ـ عن: تحف العقول.
(8) غرر الحكم: ٢٤.
(9) بحار الأنوار ٧١: ٤١٤ / ح ٣٢ ـ عن: أمالي الصدوق، والمواعظ: ١٠٢ / ح ١ ـ الباب ٩.
(10) الكافي ٢: ١٤١ / ح ١ ـ باب الحلم، عنه: بحار الأنوار ٧١: ٤٠٣ / ح ١٢.
(11) كنز العمّال / خ ٥٨١٥.
(12) غرر الحكم: ٢٤.
(13) غرر الحكم: ٥٢.
(14) غرر الحكم: ٢٥٧.
(15) غرر الحكم: ٢٩. وفي بعض المصادر: (وعُدّةُ السِّلْم).
(16) غرر الحكم: ٥٣.
(17) الكافي ٢: ١٤١ / ح ٦ ـ باب الحلم.
(18) بحار الأنوار ٤٣: ٣٣٣ ـ ٣٣٦ / ح ٥ ـ عن: العُدد القويّة.
(19) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ٢٧٧ / ح ١.
(20) يراجع: الأنوار اللّامعة في شرح الزيارة الجامعة: ١٨٥، والأعلام اللّامعة في شرح الجامعة: ٢٦٥.
(21) مناقب آل أبي طالب ٤: ١٩، كشف الغمّة ١: ٥٦١ ـ عنه: بحار الأنوار ٤٣: ٣٤٤ / ح ١٦.
(22) الصواعق المحرقة: ١٣٩ ـ الباب العاشر في فضائل الحسن عليه السلام / الفصل الثالث في بعض مآثره ـ عنه: ينابيع المودّة ٢: ٤٢٥ / ح ١٧١ ـ الباب ٥٩.
(23) بحار الأنوار ٤٣: ٣٥٢ / ح ٢٩ قال المجلسيّ في مقدّمة ذلك: من بعض كتب المناقب المعتبرة بإسناده عن نُجَيح... قال الثقة:... ورواه الخوارزميّ في (مقتل الحسين عليه السلام ١: ١٩٠ ـ ١٩١ / ح ٩٦ ـ الفصل السادس في فضائل الحسن والحسين عليهما السلام.
(24) تحف العقول: ١٦٢ ـ عنه: بحار الأنوار ٧٨: ١٠٢ / ح ٢.
(25) سِير أعلام النبلاء ٣: ٢٦٠. روى ذلك أيضاً: ابن حجر الهيتميّ الشافعيّ في (الصواعق المحرقة: ١٣٩ ـ الباب العاشر في فضائل الحسن عليه السلام / الفصل الثالث في مآثره ـ عنه: ينابيع المودّة ٢: ٤٢٥ / ح ١٧٢).
(26) الدَّوحة النبويّة الشريفة، للدكتور فاروق حماده: ٨٧ ـ عنه: سيرة.. الحسن بن عليّ: ٢١٢.
(27) بحار الأنوار ٤٣: ٣٥٢ / ح ٢٩، والآية في سورة آل عمران: ١٣٤. وربّما كان ذلك الغلام قد بدأ بقوله تعالى: (والكاظمينَ الغَيظ)، ولكنّ الخبر جاء هكذا كما رواه المجلسـيّ، وكذا الخوارزمي الحنفيّ في (مقتل الحسين عليه السلام ١: ١٩١ / ح ٩٨).
(28) سورة النور: ٢٢.
(29) سورة الحشر: ٧.
(30) مصباح الشريعة: ٣٩ ـ عنه: بحار الأنوار ٧١: ٤٢٣ / ح ٦٢.
(31) مقتل الحسين عليه السلام للخوارزميّ ١: ١٨٥ / ح ٨٩ ـ الفصل السادس في فضائل الحسن والحسين عليهما السلام.
(32) الصواعق المحرقة: ١٤١ ـ الباب العاشر، عنه: ينابيع المودّة ٢: ٤٢٧ / خ ١٧٣ ـ الباب ٥٩.
(33) ينابيع المودّة ٢: ٤٢٧ ـ ٤٢٨ / خ ١٧٤ ـ الباب ٥٩، عن: الصواعق المحرقة: ١٤١.
(34) بحار الأنوار ٧١: ٤٢٢ / ح ٦١ ـ عن: مصباح الشريعة: ٣٧.
(35) ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من: تاريخ مدينة دمشق: ٢٠٣ / ح ٣٢٩. والآية في سورة آل عمران: ٣٤.
(36) الهامش ٢ للصفحة ٢٠٣ من: تاريخ الإمام الحسن عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: الشيخ محمّد باقر المحموديّ رحمه الله.
(37) الإرشاد: ١٩١ ـ عنه: بحار الأنوار ٤٤: ٤٩ / ح ٥.
(38) سنتعرّض إلى بيان ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى.
(39) الصواعق المحرقة: ٨٣، والآية في سورة الأحزاب: ٣٣.
(40) بحار الأنوار ٤٤: ٦١ / ح ٨ ـ عن: رجال الكشّيّ (اختيار معرفة الرجال للطوسيّ) ١: ٣٢٩ ـ ٣٣٠ / الرقم ١٧٩، والخرائج والجرائح ٢: ٥٧٦ / ح ٤.
(41) الإرشاد: ١٩٠.
(42) حلية الأولياء ٢: ٣٨.
(43) شرح نهج البلاغة ١٦: ١٠.
(44) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٦: ١٣.
(45) مقاتل الطالبيّين: ٤٩.
(46) تهذيب التهذيب ٢: ٢٩٨، تهذيب الكمال ٦: ٢٣٥.
(47) شرح ثلاثيّات مسند أحمد ٢: ٥٥٨ ـ عنه: إحقاق الحقّ ١١: ١١٦ / الهامش ١.
(48) الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة: ٨.
(49) سورة الأعراف: ١٩٩.
(50) سيرة.. الحسن بن عليّ: ٢١٢.