الإمام الحسن عليه السلام والعناية النبويّة
سلسلة الأخلاق الحَسنيّة (2)
تأليف: جعفر البياتي
الناشر: العتبة الحسينية المقدسة
مركز الإمام الحسن عليه السلام للدراسات التخصصية
البحث في المقام يستدعي دراسة عدّة أمور من شأنها أن تعرب عن مدى اهتمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالحسنين عليهما السلام وبذله غاية عنايته بهما، ولإلقاء الضوء على تلك العنايات نقول:
العناية الأولى: أجمع كتّاب السيرة النبويّة الطاهرة النيّرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان قد بذل غاية عنايته الخاصّة بالحسن والحسين عليهما السلام، في صورٍ تعدّدت، وتأكدت، تشير إلى منزلتهما من الله تعالى ومن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كما تشير إلى سامي شرفهما وعالي شأنهما.
ومن هذه الصور ـ وهي كثيرة ـ:
صور استقباله صلى الله عليه وآله وسلم لهما، مِن تلقّيهما بعد ولادتهما، واحتضانهما ولفّهما بخِرقةٍ بيضاء، وتسميتهما، والأذان والإقامة في أُذُنَيهما، وتعويذهما، والعقّ عنهما والتصدّق عنهما، وتقبيلهما ومداعبتهما، وشدّة الحفاظ عليهما، وكذا تكريمهما وتمجيدهما، وإيصاء الأُمّة بهما.
وهذه بين أيدينا ـ أيّها الإخوة الأكارم ـ جملة روايات اخترناها من عشرات، بل مئات الأخبار التي تناقلتها عشرات الكتب في مجالاتٍ متعدّدة، ومن مذاهب وطوائف عديدة:
* عن أسماء بنت عُمَيس قالت: أقبلتُ فاطمةَ بالحسن، فجاء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (يا أسماءُ هَلُمّي ٱبني)، فدفعتُه إليه في خرقةٍ صفراء، فألقاها عنه قائلاً: (ألم أعهَدْ إليكنّ ألّا تَلفُّوا مولوداً بخرقةٍ صفراء؟!). قالت: فَلَفَفتُه بخرقةٍ بيضاء، فأخذه وأذّن في أُذُنه اليُمنى، وأقام في اليُسرى، ثمّ قال لعليٍّ عليه السلام: (أيَّ شيءٍ سمَّيتَ ابني؟)، قال: (ما كنتُ لأسبقَك بذلك)، فقال: (ولا أنا أُسابق ربيّ). فهبط جِبريل عليه السلام فقال: يا محمّد، إنّ ربَّك يُقرِئُك السلامَ ويقول لك: عليٌّ منك بمنزلة هارونَ مِن موسى لكن لا نبيَّ بعدَك، فَسَمِّ ابنك هذا باسم وَلَد هارون، فقال: (وما كان اسمُ ابنِ هارون يا جبريل؟)، قال: شُبَّر، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ لساني عربيّ)، فقال: سَمِّهِ الحسن. ففَعَل صلى الله عليه وآله وسلم.
فلمّا كان بعدَ حولٍ وُلدِ الحسين عليه السلام، فجاء نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم.. (وذكرت أسماء رضوان الله عليها مِثلَ ما كان مع الحسن عليه السلام، وأنّ جبريل عليه السلام بلّغ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم عن الله عزّ وجلّ أن يُسمّيَ ابنه الثاني حسيناً باسم وَلَد هارون شبير)(1).
* وفي ترجمته للإمام الحسن المجتبى عليه السلام، كتب ابن الأثير: قال أبو أحمد العسكريّ: سمّاه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الحسن، وكنّاه أبا محمّد، ولم يكن يُعرَف هذا الاسم في الجاهليّة. (ثمّ قال): ورُويَ عن ابن الأعرابيّ عن المفضَّل أنّه قال: إنّ الله حَجَب اسمَ الحسن والحسين عليهما السلام حتّى سمّى بهما النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ابنَيهِ الحسنَ والحسين. قال: فقلت له: فاللَّذَينِ باليَمن؟ قال: ذاك حَسْن ـ ساكن السين ـ، وحَسِين ـ بفتح الحاء وكسر السين ـ. وبسنده عن عمران بن سليمان أنّه قال: الحسنُ والحسين من أسماء أهل الجنّة، لم يكونا في الجاهليّة(2).
* وبسنده عن عبد الله بن بُرَيدة عن أبيه، روى النَّسائيّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عَقّ عن الحسن والحسين عليهما السلام بكبشَينِ كبشَين(3).
* وبسندٍ ينتهي إلى عبد الله بن مسعود، روى ابن عساكر أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرّ بالحسن والحسين وهما صبيّان، فقال: (هاتُوا ابنَيَّ أُعوِّذْهما بما عَوَّذ به إبراهيم ابنَيهِ إسماعيلَ وإسحاق)، فضَمَّهما إلى صدره فقال: (أُعيذُكما بكلماتِ الله التامّة، مِن كلِّ شيطانٍ وهامّة، ومِن كلِّ عينٍ لامّة).
وبسندٍ آخر ينتهي إلى عبد الله بن عمر بن الخطّاب أنّه قال: كان على الحسن والحسين تعويذانِ فيهما زَغَبٌ من زغبِ جَناحِ جَبرئيل(4).
* وعن أبي هريرة روى ابن حجر العسقلانيّ الشافعيّ أنّه قال: أشهَدُ لَخرَجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حتّى إذا كنّا ببعض الطريق سمع رسولُ الله صوت الحسن والحسين وهما يبكيان مع أُمّهما، فأسرع السير حتّى أتاهما، فسمعتُه يقول: (ما شأنُ ابنَيّ؟!)، فقالت: (العطش).
قال أبو هريرة: فأخلف رسول الله إلى شَنّةٍ (وهي القِربة الخَلَق الصغيرة يكون فيها الماء أبردَ من غيرها)، وكان يتوضّأ بها فيها ماء، وكان الماء يومئذٍ أغداراً (أي نادراً) والناس يريدون الماء، فنادى: (هل أحدٌ منكم معه ماء؟)، فلم يجد أحدٌ منهم قطرة، فقال لابنته فاطمة: (ناوليني أحدَهما)، فناولته إيّاه مِن تحت الخِدْر، فأخذه فضمّه إلى صدره وهو يضغو (أي يصيح) ما يسكت، فأدلع له لسانه، فجَعَل يَمصُّه حتّى هدأ وسكن، وفَعَل بالآخَر كذلك(5).
العناية الثانية: هي إظهار النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم غاية محبّته لابنَيه الحسن والحسين عليهما السلام في حالاتٍ متعدّدة، ومواقع كثيرةٍ وعديدة، وفي عباراتٍ شريفة متقاربة، منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم:
ـ (اَللّهمَّ إنّي أُحبُّهما، فأحِبَّهما).
ـ (هذانِ ابنايَ وابنا ابنتي، اَللّهمَّ إنّي أُحبُّهما، فأحِبَّهما وأَحِبَّ مَن يُحبُّهما).
ـ وسُئل يوماً ـ كما روى أنس بن مالك ـ: أيُّ أهلِ بيتك أحبُّ إليك؟ فقال: (الحسن والحسين). قال أنس: وكان يقول لفاطمة: (اِدْعي ابنَيّ)، فيَشَمُّهما ويَضمُّهما إليه(6).
* وذاك بُرَيدة يروي قائلاً: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطبنا، إذ جاء الحسن والحسين يمشيانِ ويعثران، فنزل رسول الله عن المنبر فحمَلَهما ووضَعَهما بين يديه، ثمّ قال: (نظرتُ إلى هذين الصبيّينِ يمشيانِ ويعثرانِ فلم أصبر، حتّى قطعتُ حديثي ورفعتُهما)(7).
ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحبّ الحسنَين عليهما السلام فحسب، أو يُظهر ذلك ويعلنه، بل دعا إلى محبّتهما، ودعا لمحبّيهما، واشترط لمحبّته محبّتَهما، وانتصر لهما ودعا على ظَلَمتهما وقاتليهما، لنتأمّل في هذه النصوص الشريفة:
ـ (مَن أحبَّني، وأحبَّ هٰذين [أي الحسنَين] وأباهما وأمَّهما، كان معي في درجتي يوم القيامة)(8).
ـ (إنّي أحبُّهما، فأحبّوهُما أيّها الناس)، قال ذلك بعد أن قبّلهما وقد أقبلا عليه يعانقانه(9).
ـ (هذانِ ريحانتايَ مِن الدنيا، مَن أحبّني فَلْيُحبَّهما)(10).
ـ (مَن أحبَّهما أحبَبتُه، ومَن أحببتُه أحبَّه الله، ومَن أحبَّه الله أدخَلَه جنّاتِ نعيم. ومَن أبغَضَهما أبغضتُه، ومَن أبغضتُه أبغَضَه الله، ومَن أبغضه اللهُ أدخَلَه جهنّمَ وله عذابٌ مُقيم)(11).
ـ (مَن كان يُحبُّني فَلْيُحِبَّ ابنَيَّ هذين، فإنّ الله أمَرَني بحبّهما)(12).
ـ (مَن أراد أن يتمسَّكَ بعروة الله الوثقى التي قال اللهُ عزّ وجلّ في كتابه(13)، فَلْيَتوَلَّ عليَّ بن أبي طالبٍ والحسنَ والحسين، فإنّ الله تبارك وتعالى يُحبُّهما مِن فوقِ عرشه)(14).
ـ جاء رجلٌ إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: واللهِ إنّي لَأُحبُّك يا رسول الله، قال: (وَحْدي؟)، قال الرجل: نعم، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أحبَبْتَني حتّى تُحبَّني في آلي)(15).
[وهنا لا ندري: كيف يقول القائل ـ وهو لا يريد أن يُدفَنَ الإمام الحسن عليه السلام عند جَدّه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ـ: لا تُدخِلُوا بيتي مَن لا أُحِبّ!](16).
ـ (إنّ مَن آذى هذا [أي الحسن] فقد آذاني، ومَن آذاني فقد آذى الله)(17).
ـ (الحسن والحسين، مَن أحبَّهما ففي الجنّة، ومَن أبغَضَهما ففي النار!)(18).
* وقالت أمّ الفضل زوجة العبّاس بن عبد المطّلب: يا رسول الله، رأيتُ (أي في المنام) كأنّ عضواً من أعضائك في بيتي! فقال: (خيراً رأيتِ، تَلِد فاطمةُ غلاماً فتُرضعينَه بلبن قُثَم). قالت: فوَلَدتِ الحسنَ وأرضعتُه بلبن قُثَم(19).
* وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّ أمّ أيمن لم تَنم ليلةً من البكاء، فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسألها في ذلك، فأخبرته قائلة: رأيتُ ليلتي هذه كأنّ بعض أعضائك مُلقىً في بيتي، فقال لها: (نامت عينُكِ يا أُمَّ أيمن، تَلِد فاطمةُ الحسينَ فتُربّينه وتلبّينه (أي تَسقينَه اللَّبَن)، فيكون بعضُ أعضائي في بيتكِ)..(20).
* وقال صلى الله عليه وآله وسلم لعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وهو آخذٌ بعُضادتَي باب بيت فاطمة عليها السلام ـ كما روى زيد بن أرقم ـ: (أنا سِلمٌ لِمـَن سالمتُم، وحربٌ لِمـَن حاربتُم). وفي رواية أبي هريرة: قال صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا حربٌ لِمـَن حارَبَكم، وسِلمٌ لِمـَن سالَمـَكم)(21).
* وروى ابن نما الحلّيّ أنّ يزيد بن معاوية دعا بقضيب خيزران، فنكث ثنايا رأس الحسين صلوات الله وسلامه عليه، فأقبل عليه أبو برزة الأسلميّ وقال له: وَيحك! أتَنكت بقضيبك ثغرَ الحسين ابن فاطمة؟! أشهد لقد رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم يرشف ثناياه وثنايا أخيه (الحسن) ويقول لهما: (أنتما سيّدا شباب أهل الجنّة، فقَتَل اللهُ قاتلَكما، ولعَنَه وأعدَّ له جهنّمَ وساءت مصيراً!)(22).
فأيّ تزكياتٍ وعناياتٍ هذه التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلال دعوته المباركة؟! وكيف لم يفهمها المسلمون ولم يَعُوا للإمامين الحسنَين عليهما السلام خلافتَهما لرسول الله ووصايتهما، ووجوب طاعتهما والاقتداء بهما؟! وماذا يُراد منه صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول أكثر مِن هذا الذي قاله وثبت في جميع كتب السيرة والمناقب والفضائل؟!
دَعُونا ـ أيّها الإخوة الأحبّة ـ ننتقل إلى صورةٍ أخرى من العنايات المصطفويّة المحمديّة الشريفة في الحسن والحسين سلام الله عليهما، وهي:
العناية الثالثة: وتتضمّن تمجيداتِه صلى الله عليه وآله وسلم لهما، وبيان مقاماتهما ومنازلهما القُدسيّة المباركة، ما يُثبت عصمتهما وولايتهما معاً، وما يؤكد الثقة بهما أنّهما أَولى من غيرهما.. في الأخذ عنهما، والاقتداء بهما، والتخلّق بأخلاقهما. وهذه باقةٌ عاطرةٌ أخرى من أحاديث المصطفى الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في حقّهما:
* روى ابن عساكر عن سعيد بن راشد، عن يَعلى قال: جاء الحسن والحسين يَسعيانِ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخَذَ أحدَهما فضمَّه إلى إبطه، وأخذ الآخَرَ فضمّه إلى إبطه الآخَرِ وقال: (هذانِ ريحانتايَ مِن الدنيا، مَن أحبَّني فَلْيُحِبَّهما)(23).
* وروى البخاريّ عن عبد الله بن عمر قوله: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ـ في الحسن والحسين ـ: (هُما ريحانتايَ من الدنيا)(24).
* وعن أبي بكرة، روى المتّقي الهنديّ أنّه قال: كان الحسن والحسين يَثِبانِ على ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة، فيُمسِكهما بيده حتّى يرفع صُلبَه ويقوما على الأرض، فلمّا فَرَغ أجلسهما في حِجره ثمّ قال: (إن ابنَيَّ هذَينِ ريحانتايَ مِن الدنيا)(25).
* وقال جابر الأنصاريّ يوماً: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعليّ ابن أبي طالبٍ قبل موته بثلاث: (سلامُ الله عليك أبا الريحانتَين، أُوصيك بريحانَتَيَّ من الدنيا..)(26).
* وروى البَراء بن عازب أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال للحسن أو للحسين: (هذا منّي وأنا منه، وهو يَحرم عليه ما يَحرم علَيّ)(27).
* وعن جابر الأنصاريّ رحمه الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لكلِّ بَني أُمٍّ عصبةٌ ينتمون إليهم، إلّا ابنَي فاطمة، فأنا وليّهما وعصبتُهما)(28).
* وعن أبي فاختة قال: قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (يا فاطمة، أنا وأنتِ وهذين [أي الحسن والحسين] وهذا الراقد [وأشار إلى عليّ] في مقامٍ واحدٍ يومَ القيامة)(29).
* وعن زيد بن أسلم عن أبيه، أنّ عمر بن الخطّاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ فاطمة وعليّاً والحسن والحسين في حظيرة القُدس، في قُبّةٍ بيضاءَ سقفُها عرشُ الرحمان)(30).
* وروى الخوارزميّ الحنفيّ أنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: (في الجنّة درجةٌ تُدعى الوسيلة، فإذا سألتمُ الله تعالى فاسألوا الوسيلة)، قالوا: يا رسول الله، مَن يسكن فيها معك؟ قال: (عليٌّ وفاطمةُ والحسن والحسين)(31).
* وعن أبي رافع أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعليٍّ عليه السلام: (يا عليّ، أوّلُ مَن يدخل الجنّة أربعة: أنا وأنت، والحسن والحسين، وذَرارينا خلفَ ظهورنا، وأزواجنا خلفَ ذرارينا، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا)(32).
* وجاء عن أبي سعيد الخُدْريّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما مررتُ ليلةَ أُسرِيَ بي بشيءٍ من ملكوت السماء ـ وعلى شيءٍ من ملكوت الحُجب فوقها ـ إلّا وجدتها مشحونةً بكرام ملائكة الله تعالى، يُناجونني: هنيئاً لك يا محمّد! فقد أُعطِيتَ ما لم يُعطَه أحدٌ قَبلَك، ولا يُعطاه أحدٌ بَعدَك، أُعطيتَ: عليَّ بنَ أبي طالب أخاً، وفاطمةَ زوجتَه ابنةً، والحسنَ والحسين أولاداً، ومُحبّيهم شيعةً. يا محمّد، إنّك أفضلُ النبيّين، وعليّاً أفضلُ الوصيّين، وفاطمةَ سيّدةُ نساء العالمين، والحسنَ والحسين أكرمُ مَن دخَلَ الجِنانَ مِن أولاد المرسَلين، وشيعتَهم أفضلُ مَن تَضَمّنته عرصاتُ القيامة..)(33).
* وروى الخطيب البغداديّ عن عبد الله بن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليلةَ عُرِج بي إلى السماء رأيتُ على باب الجنّة مكتوباً: لا إلهَ إلَّا الله، محمّدٌ رسول الله، عليٌّ حِبُّ الله، والحسنُ والحسين صفوةُ الله، فاطمةُ خِيَرَةُ الله، على باغضِهم لعنةُ الله)(34).
* وعن حذيفة بن اليمان أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له: (أتدري مَن كان معي؟!)، قال: قلت: لا، فقال: (فإنّ جَبرئيل جاء يُبشّرني أنّ الحسنَ والحسين سيدا شباب أهل الجنّة)(35).
* وروى الطبرانيّ عن عمر بن الخطاب أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: (الحسنُ والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة)(36).
* وعن جابر الأنصاريّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه: (مَن سَرّه أن يَنظُرَ إلى سيّدَي شباب أهل الجنّة، فَلْيَنظُرْ إلى الحسن والحسين)(37).
* وفي هذين المضمونين وما يقرب من هذين النصَّين روى عددٌ كبير من المحدّثين وأصحاب التراجم والسِّير(38).
* وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لمَّا استقرّ أهلُ الجنّة في الجنّة، قالت الجنّة: يا ربّ، أليس وعَدْتَني أن تُزَيّنَني برُكنَينِ مِن أركانك؟! قال: ألم أُزيّنْكِ بالحسنِ والحسين؟! قال: فماسَتِ الجنّةُ مَيساً كما تَميس العروس)(39).
* وروى العلّامة المجلسيّ طاب ثراه روايتَينِ قريبتين من رواية عقبة: الأولى ـ عن أبي عوانة يرفعها إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ينقلها من كتاب (الإرشاد) للشيخ المفيد رضوان الله عليه، والثانية ـ عن عائشة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (سألَتِ الفِردَوسُ ربَّها عزّ وجلّ فقالت: أيْ ربِّ زَيّنّي؛ فإنّ أصحابي وأهلي أتقياءُ أبرار. فأوحى اللهُ إليها: أَوَ لم أُزيّنْكِ بالحسن والحسين؟!)(40).
بل هما سلام الله عليهما زينة العرش الإلهيّ في بعض الروايات الخاصّة:
* روى الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه عن الإمام الرضا عليه السلام في حديثٍ له حول قصّة آدم وحوّاء عليهما السلام أنّه قال: (فناداه: اِرفعْ رأسك يا آدمُ فانظرْ إلى ساق عرشي. فرفع آدمُ رأسَه فنظر إلى ساق العرش فوجد عليه مكتوباً: لا إلهَ إلَّا الله، محمّدٌ رسول الله، عليُّ بن أبي طالبٍ أميرُ المؤمنين، وزوجتُه فاطمةُ سيّدةُ نساءِ العالمين، والحسنُ والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة. فقال آدم: يا ربِّ مَن هؤلاء؟! فقال عزّ وجلّ: يا آدم، هؤلاءِ ذُرّيّتُك وهم خيرٌ منك ومن جميع خَلْقي، ولَولاهُم ما خلقتُك ولا خلقتُ الجنّةَ والنار، ولا السماءَ والأرض..)(41).
* فيما روى الفتّال النيسابوريّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (الكلماتُ التي تَلقّى آدمُ فتاب اللهُ عليه، سأَلَه بحقّ محمّدٍ وعليٍّ وفاطمةَ والحسنِ والحسين إلّا تُبتَ علَيّ، فتاب عليه).
وقال: (مَن أراد أن يركب سفينة النجاة، ويستمسِكَ بالعروة الوثقى، ويعتصمَ بحبل الله المتين، فَلْيُوالِ عليّاً بعدي ولْيُعادِ عدوَّه، ولْيَأْتَمَّ بالأئمّة الُهداة مِن وُلده؛ فإنّهم خلفائي وأوصيائي، وحُججُ الله على الخَلْق بعدي، وسادةُ أُمّتي، وقادةُ الأتقياء. حِزبُهم حزبي، وحزبي حزبُ الله، وحزبُ أعدائِهم حزب الشيطان).
* وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كان يومُ القيامة زُيّن عرشُ ربِّ العالمين بكلّ زينة، ثمّ يُؤتى بِمِنبرَينِ مِن نور، طولُهما مئةُ ميل، فيُوضَع أحدهما عن يمين العرش والآخَرُ عن يسار العرش، ثمّ يُؤتى بالحسن والحسين يُزيّن الربُّ تعالى بهما عرشَه كما تُزيّن المرأة قِرطَيها)(42).
* فيما روى المجلسيّ قريباً من هذا، ولكن عن عبد الله بن عمر ابن الخطّاب أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إذا كان يومُ القيامة زُيّن عرشُ ربِّ العالمين بكلِّ زينة، ثمّ يُوتى بمِنبرَينِ من نور طولُهما مئةُ مِيل، فيُوضع أحدهما عن يمين العرش، والآخَرُ عن يسار العرش، ثمّ يُؤتى بالحسن والحسين، فيقوم الحسن على أحدهما، والحسينُ على الآخَر، يُزيّن الربُّ تبارك وتعالى بهما عرشَه كما يُزيّن المرأةَ قرطاها)(43).
* وخاتمةً لعنوان العنايات النبويّة المباركة، نورد عدداً من الأحاديث الشريفة المبيّنة لبعض المقامات الرفيعة للإمام الحسن المجتبى وشؤوناته الشريفة؛ وكذا لأخيه الامام الحسين عليهما أفضلُ الصلاة والسلام:
* كتب الحافظ السيوطيّ الشافعيّ في تفسيره: أخرج ابن مَردَويه عن ابن عبّاس في قوله تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ)(44) قال: عليٌّ وفاطمة، (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ)(45) قال: النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ)(46) قال: الحسن والحسين(47).
* وروى الحاكم الحَسَكانيّ ـ في تفسيره ـ عن ابن عباس أنّه قال: نزلت الآية (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ..) في: النبيّ، وعليّ، وفاطمة، والحسن والحسين عليهم السلام(48).
* وكتب الحسكانيّ في ظلّ الآية المباركة (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)(49): قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (قلتُ: يا جَبرئيل، مَن أزواجُنا؟ قال: خديجة. ومَن ذُرِّيّاتُنا؟ قال: فاطمة. وقُرّة أعيُن؟ قال: الحسن والحسين. واجعَلْنا للمتّقينَ إماماً؟ قال: عليُّ بن أبي طالب)(50).
* وفي ظلّ قوله تبارك وتعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)(51) عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: (أنا شجرة، وفاطمةُ فرعُها، وعليٌّ لَقاحُها، وحَسَنٌ وحسينٌ ثمرها، ومُحبّوهم مِن أُمّتي أوراقُها)، ثمّ قال صلى الله عليه وآله وسلم: (هُم في جنّة عَدْنٍ والذي بعثني بالحقّ)(52).
* وبسنده عن مجاهد، روى الخطيب البغداديّ أنّه قال: جاء رجلٌ إلى الحسن والحسين فسألهما (أي طلب منهما، فأجاباه جوابين: الأوّل ـ شرعيّ بيّنا له فيه موارد المسألة والعطاء. والثاني ـ عمليّ قدّما له ما يحتاجه)، ثمّ أتى عبدَ الله بن عمر فأعطاه ولم يسأله، فقال له الرجل: أتيتُ الحسن والحسين فسألاني، ولم تسألني؟! فقال له ابن عمر: أنبأَنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّهما كانا يُغَرّانِ العِلمَ غَرّاً(53).
* وكتب أخطب خوارزم أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد الخوارزميّ الحنفيّ: أنّه جاء في الآثار أنّ جبرئيل كان يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صورة دِحْيةَ الكلبيّ، فهبط إليه ذاتَ يومٍ وجلس عنده، إذ دخل الحسن والحسين فأدخَلا أيديَهما في كمّ جبرئيل.. فالتفتَ جبرئيل إلى رسول الله فسأله عن فعلهما، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا دخل دحيةُ وهما عندي يدفع لهما تُفّاحتَين، فلذلك أدخلا أيديَهما في كمَّيك). فرفع جبرئيل جَناحَه وأخذ من الفِردَوس تفّاحتين، فدفعهما إلى الحسن والحسين؛ إكراماً لهما من الله تعالى(54).
* وكتب الخوارزميّ أيضاً: ذكر ابن شاذان قال: حدّثني القاضي أبو الفَرَج المعافي بن زكريّا في جامع الرصافة، عن محّمد بن عليّ ابن عبد الحميد بن زياد بن يحيى القرشيّ، عن عبد الرزّاق، عن صدقة العبسيّ، أخبَرَنا زاذان، عن سلمان (الفارسيّ المحمّديّ) قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم فسلّمتُ عليه، ثمّ دخلتُ على فاطمة فقالت: (يا أبا عبد الله، هذانِ الحسنانِ جائعان يبكيان، فَخُذْ بأيديهما واخرجْ بهما إلى جَدِّهما). قال: فأخذتُ بأيديهما وحملتُهما حتّى أتيتُ بهما إلى النبيّ فقال لهما: (ما لَكما يا حبيبَيّ؟)، فقالا: (نشتهي طعاماً يا رسول الله)، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (اَللّهمَّ أطعِمْهما) ـ ثلاثاً ـ. فنظرت، فاذا سَفَرْجَلةٌ في يَدَي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شبّهتُها بِقُلّةٍ مِن قِلال هَجَر(55)، أشدُّ بياضاً من الثلج، وأحلى من العسل، وألين من الزبد، ففَركها بيده وصيّرها نصفَين، ودفع إلى الحسن نصفاً وإلى الحسين نصفاً، فجعلتُ أنظر إلى النصفين في أيديهما وأنا أشتَهِيهُما، فقال لي: (يا سلمان، لعلّك تشتهيهُما)، قلت: نعم، قال: (يا سلمان، هذا طعامٌ من الجنّة، لا يأكله أحدٌ حتّى يَنجوَ من الحساب، وإنّك لعلى خيرٍ إن شاء الله)(56).
* ويتحدّث الشيخ عبد الرحمان الصفوريّ الشافعيّ البغداديّ فيقول: رأيتُ في (الدرّ الثمين في خصائص الصادق الأمين) عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قوله: (أُحشَر أنا والأنبياء في صعيدٍ واحد، فأفتخر أنا بِوَلَديَّ الحسنِ والحسين)(57).
فما ظنُّ المسلمين بِمَن يفتخر بهما فخرُ الوجود وسيّد الموجودات، محمّدٌ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ؟! وإلى أين يذهب الناس يلتمسون الأُسوةَ الحسنة والقدوةَ المـُثلى بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟! وهذانِ الإمامانِ الحَسَنان: عقيدةٌ أكمل، وروحٌ أصلح، وخُلق أطهر، وحالٌ أسمى.. إذ هما الأقرب إلى الله تبارك وتعالى، والأشبه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والأعرفُ والأعمل بدين الحقّ جلّ وعلا.. وبعد ذلك هما الأرأفُ بعباد الله وخَلقه، عَلِما بالخير وقدّماه للناس يرجون لهمُ النجاةَ والأمان، والفوزَ والفلاح، فطفَحَت منهما فضائلُ وبركات، وأنوارٌ هاديةٌ ورحَمات، وأقرّ الجميع إعلاناً أو استبطاناً واستيقاناً أنِ: (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)(58).
الهوامش:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ذخائر العقبى: ١٢٠.
(2) أُسد الغابة ٢: ٩، ١٨ وفي ج ٥ ص ٤٨٣: ـ ألقى صلى الله عليه وآله وسلم الخِرقة الصفراء، ولفّه في خرقةٍ بيضاء، وتفل في فيه وسقاه من رِيقه، وقال لعليٍّ عليه السلام: (أنت أبو الحسن والحسين). ويراجع أيضاً: الأدب المفرد للبخاريّ: ١٢٠، والمستدرك على الصحيحين ٣: ١٦٥، والصواعق المحرقة: ١١٥، وسنن البيهقيّ ٩: ٣٠٤ والإصابة ٨: ١١٧، وكنز العمّال ٧: ١٠٥.
(3) سنن النسائيّ ٢: ١٨٨. ورواه أبو داود في (صحيحه ٧: ١٨) عن ابن عبّاس، والخطيب البغداديّ في (تاريخ بغداد ١٠: ١٥١)، والطحاويّ في (مشكل الآثار ١: ٤٥٦)، وأبو نُعيم في (حلية الأولياء ٧: ١١٦). ويراجع أيضاً: المستدرك على الصحيحين ٤: ٢٣٧، وسنن البيهقيّ ٩: ٢٩٩، وسنن الترمذيّ ١: ٢٨٦، وكنز العمّال ٧: ١٠٧.
(4) ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من: تاريخ مدينة دمشق: ١١١ ـ ١١٣ / ح ١٨٣ و١٨٤. ويراجع كذلك: صحيح البخاريّ ـ كتاب بدء الخلق، صحيح الترمذيّ ١: ٦، صحيح ابن ماجة ـ أبواب الطبّ، صحيح أبي داود ٣: ١٨٠، حلية الأولياء ٥: ٤٤، مجمع الزوائد ١٠: ١٨٨، ميزان الاعتدال ١: ١٩ و٢: ٣٤٩ ـ ط القاهرة، الخصائص الكبرى للسيوطيّ ٢: ٢٦٥ ـ ط حيدر آباد الدكن، مفتاح النجا للبدخشيّ: ١١٠ ـ من المخطوط، نظم درر السمطين: ٢١٢ ـ ط القضاء، كفاية الطالب: ٢٧٢ ـ ط الغريّ، ذخائر العقبى: ١٣٤ ـ ط مكتبة القدسيّ، وسيلة المآل: ١٦٥ ـ نسخة المكتبة الظاهريّة بدمشق.
(5) تهذيب التهذيب ٢: ٢٩٨. وروى قريباً من ذلك: الهيثميّ الشافعيّ في (مجمع الزوائد ٩: ١٨٠)، والمتّقي الهنديّ في (كنز العمّال ٧: ١٠٥). وفي (ميزان الاعتدال ١: ٩٧) بسنده عن أبي هريرة روى الذهبيّ الشافعيّ أنّه قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم يمصّ لعابَ الحسن والحسين كما يَمصّ الرجلُ التمرة.
(6) سنن الترمذيّ ٥: ٦٥٧. ويراجع: ترجمة الامام الحسن عليه السلام من: تاريخ مدينة دمشق: ٣٥ ـ ٣٩، ومجمع البحرين في مناقب السبطين للسيّد وليّ بن نعمة الله الحسينيّ: ١٢٦ ـ ١٣٠، وأخبار الحسن بن عليّ: ٤٩ ـ ٥١، وصحيح الترمذيّ ٢: ٢٤٠ و٣٠٧، ومسند أحمد بن حنبل ٥: ٣٦٩، وسنن البيهقيّ ٢: ٢٦٣، ومجمع الزوائد ٩: ١٨٠، وعشرات المصادر جاءت عناوينها في: إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل ـ الملحقات للسيّد شهاب الدين المرعشيّ ج ١٠: ٤٨٨ ـ ٧٤٨، وج ١١: ٤ ـ ١٠٥ وص ٢٦٠ ـ ٣٠٣، وفضائل الخمسة ٣: ٢٠٧ ـ ٢٥٥ و٢٨٤ ـ ٢٩٥ و٣١٦ ـ ٣٢٩، ومسند الإمام المجتبى عليه السلام للعُطارديّ، وبحار الأنوار ج٤٣: ٢٣٧ ـ ٣١٧.. وغيرها كثير.
(7) صحيح الترمذيّ ١٣: ١٩٤ ـ ط الصادي بمصر، مسند أحمد بن حنبل ٥: ٣٥٤ ـ ط الميمنيّة بمصر، سنن ابن ماجة ٢: ٣٧٧ ـ ط التازية بمصر، سنن النسائيّ ١: ٢٠٩ ـ ط الميمنيّة، مستدرك الحاكم ١: ٢٨٧ ـ ط حيدر آباد بالهند.. وغيرها عديد.
(8) ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من: تاريخ مدينة دمشق: ٥٢ / ح ٩٥.
(9) ذخائر العقبى: ١٢٣.
(10) ذخائر العقبى: ١٢٤.
(11) مجمع الزوائد ٩: ١٨١. وذكره المتقي الهنديّ في (كنز العمّال ٦: ٢٢١)، وقريب منه ما رواه الحاكم في (المستدرك على الصحيحين ٣: ١٦٦ و١٧١)، وابن عساكر في (تاريخه: ٥٨ / ح ١٠٤).
(12) مجمع البحرين في مناقب السبطين: ١٠٨ / ح ٥٢.
(13) ورد هذا المصطلح الشريف مرّتين في كتاب الله تعالى: الأولى ـ في سورة البقرة: الآية ٢٥٦ (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لا انْفِصَامَ لَها)، والثانية ـ في سورة لقمان: الآية ٢٢ (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى).
(14) مجمع البحرين في مناقب السبطين: ١٠٨ ـ ١٠٩ / ح ٥٣.
(15) فرائد السبطين: ٢: ٢٩٤ / ح ٥٥٢.
(16) الإرشاد: ١٩٣، الخرائج والجرائح ١: ٢٤٢ / ح ٨ ـ الباب الثالث في معجزات الإمام الحسن عليه السلام، مناقب آل أبي طالب ٣: ٢٠٣، روضة الواعظين: ١٦٨، أمالي الطوسيّ: ٢٥٢ / ح ١٩ـ الفصل السادس، وغيرها بصِيغٍ متقاربة على معنى واحدٍ تقريباً.
(17) كنز العمّال ٦: ٢٢٢، مجمع الزوائد ١: ٢٨٤ ـ ط مكتبة القدسيّ في القاهرة.
(18) نظم درر السمطين للزرنديّ الحنفيّ: ٢١٠ ـ ط مطبعة القضاء.
(19) ذخائر العقبى: ١٢٠ ـ ط القدسيّ، أُسد الغابة ٢: ١٠، الإصابة ٥: ٢٣١،صحيح ابن ماجة ـ في أبواب تعبير الرؤيا: ٢٨٩، الطبقات الكبرى لابن سعد ٨: ٢٠٤، المستدرك على الصحيحين ٣: ١٧٦.. وغيرها. وفي بعض الأخبار من هذه المصادر أنّه الحسين عليه السلام، ومن هنا روى ابن ماجة فكتب: فَولَدَت حُسيناً ـ أو حَسَناً ـ.
(20) بحار الأنوار ٤٣: ٢٤٢ ـ ٢٤٣ / ح ١٥ ـ عن: أمالي الصدوق: ٧٦ / ح ١ ـ المجلس ١٩، وفيه: وتَلِينَه.
(21) أخبار الحسن بن عليّ: ٦٣ / ح ٩٥ ـ ٩٧. ويراجع: صحيح الترمذيّ ٢: ٣١٩، ومسند أحمد بن حنبل ٢: ٤٤٢، وأسد الغابة ٣: ١١، وذخائر العقبى: ٢٣، والدرّ المنثور ـ في ظلّ آية التطهير، وبشارة المصطفى لشيعة المرتضى لأبي جعفر محمّد بن محمّد بن عليّ الطبريّ (من علماء القرن السادس الهجريّ): ٧٤، ٧٧، ١٤٣.
(22) مثير الأحزان لابن نما: ١٠٠، الملهوف على قتلى الطفوف: ٢١٤.
(23) ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من: تاريخ مدينة دمشق: ٨٥ / ح ١٤٤.
(24) صحيح البخاريّ ٥: ٣٣ ـ كتاب الأدب، ورواه بطريقٍ آخر في: كتاب بَدْء الخَلق ـ في باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام، كما رواه في (الأدب المفرد: ١٤). ورواه أيضاً: الترمذيّ في (صحيحه ٢: ٣٠٦)، وأحمد بن حنبل في (مسنده ٢: ٨٥ و٩٣ و١١٤ و١٥٣) بألفاظٍ متقاربة، وأبو داود الطيالسيّ في (مسنده ٨: ١٦٠)، وأبو نُعيم في (حلية الأولياء ٥: ٧٠)، وغيرهم.
(25) كنز العمّال ٦: ٢٢٠ ـ ٢٢٢، و٧: ١١٠. ويراجع: تذكرة الحفّاظ للذهبيّ ٢: ١٦٧ ـ ط حيدر آباد، نظم درر السمطين: ١٩٩ ـ ط القضاء، إسعاف الراغبين: ١٩٧ ـ ط مصر، الاستيعاب ١: ١٣٩ ـ ط حيدر آباد، مصابيح السنّة للبغويّ: ٢٠٥، تاريخ الإسلام للذهبيّ ٣: ٨ ـ ط القاهرة، ذخائر العقبى: ١٢٤، المستدرك على الصحيحين ٣: ١٦٥، الرياض النضرة ٢: ٢٣٢، جامع الأخبار للسبزواريّ: ٢٨٥ / ح ٧٦٩، وغيرها.
(26) بحار الأنوار٤٣: ٢٦٢/ح٤ـ عن: أمالي الصدوق: ١١٧/ح٤ـ المجلس ٢٨.
(27) ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من: تاريخ مدينة دمشق: ١٠١ / ح ١٦٨، ذخائر العقبى: ١٣٣، كنز العمّال ٧: ١٠٧. وأمّا (حسينٌ منّي وأنا مِن حسين) فذلك حديثٌ نبويٌّ مشهور متواتر، ذكره: الترمذيّ في (صحيحه ٢: ٣٠٧)، وأحمد في (مسنده ٤: ١٧٢)، والهنديّ في (كنز العمّال ٧: ١٠٧)، والبخاريّ في (الأدب المفرد)، وابن ماجة في (صحيحه ـ باب فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، والحاكم في (مستدركه ٣: ١٧٧).. وغيرهم كثير.
(28) المستدرك على الصحيحين ٣: ١٦٤، فرائد السمطين ٢: ٦٩ و٧٧، أخبار الحسن بن عليّ: ٧٠ / ح ١٠٨.
(29) ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من: تاريخ مدينة دمشق: ١١٨ / ح ١٩١ و١٩٢.
(30) نفسه: ١٢٢ / ح ١٩٦.
(31) مقتل الحسين عليه السلام للخوارزميّ: ٦٦ ـ ط الغريّ.
(32) مقتل الحسين عليه السلام للخوارزميّ ١: ١٦٢ / ح ٦٧ ـ الفصل السادس، ط أنوار الهدى؛ أخبار الحسن بن عليّ: ٦٦ / ح ١٠٠.
(33) مقتل الحسين عليه السلام للخوارزميّ ١: ١٤٧ / ح ٢٤ ـ الفصل السادس، طبعة أنوار الهدى ـ قمّ المقدّسة.
(34) تاريخ بغداد ١: ٢٥٩. والحِبّ: هو الحبيب أو المحبوب.
(35) ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من: تاريخ مدينة دمشق: ٧٢ / ح ١٢٩، وص ٧٦ / ح ١٣٣، وص ٧٧ / ح ١٣٤، وص ٧٨ / ح ١٣٥، وص ٨١ / ح ١٣٩، وص ٨٢ / ح ١٤١ و١٤٢، وص ٨٣ / ح ١٤٣.
(36) أخبار الحسن بن عليّ: ٥٦ / ح ٧٤، وص ٥٧ ـ ٦٣ / ح ٧٥ ـ ٩٤، في صيغٍ ومواقع متعدّدة كثيرة.
(37) المنتخب من: تاريخ مدينة دمشق ٤: ٢٠٦ ـ ط روضة الشام، مجمع الزوائد ٩: ١٨٣ ـ ط مكتبة القدسيّ في القاهرة، إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسيّ ١: ٤١١.
(38) على سبيل المثال: الترمذيّ في (صحيحه ٢: ٣٠٦ ـ ٣٠٧)، ابن ماجة في (صحيحه ـ باب فضائل الأصحاب)، أبو نُعيم في (حلية الأولياء ٤: ١٣٩)، الحاكم في (المستدرك ٣: ١٦٧)، البغداديّ في (تاريخ بغداد ١: ١٤٠ و٦: ٣٧٢ و١٠: ٢٣٠)، والعسقلانيّ في (الإصابة ١: ٢٦٦ و٦: ١٨٦)، والمتّقي الهنديّ في (كنز العمّال ٦: ٢٢٠ ـ ٢٢١ و٧: ١٠٧ ـ ١١١)، والهيثميّ في (مجمع الزوائد ٩: ١٨٢ ـ ١٨٤)، والمناويّ الشافعيّ في (كنوز الحقائق: ٨١)، والمحبّ الطبريّ في (ذخائر العقبى: ١٢٩ ـ ١٣٥)، والمجلسيّ في (بحار الأنوار ٤٣: ٢٦٤ ـ ٢٦٥ / ح ١٤ و١٩). ويراجع عشرات المصادر في: (إحقاق الحقّ ج ١٠: ص ٥٤٤ ـ ٥٩٥)، و(مسند الإمام المجتبى عليه السلام: ١٥٠ ـ ١٥٥ / ح ١ ـ ١٤).
(39) ترجمة الإمام الحسن من: تاريخ مدينة دمشق: ١٢٠ / ح ١٩٣، تاريخ بغداد ٢: ٢٣٨، مجمع الزوائد ٩: ١٨٤، أُسد الغابة ١: ١٧٨، كنز العمّال ١٢: ١٢١ / خ ٣٤٢٩٠، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزميّ: ١٠٣ ـ ط الغريّ. وماست: أي تَبَخْتَرت واختالت.
(40) بحار الأنوار ٤٣: ٢٧٥ ـ ٢٧٦ / ح ٤٤، وص ٣١٦ ـ عن الديلميّ في (فردوس الأخبار).
(41) معاني الأخبار للشيخ الصدوق: ١٢٤ ـ ١٢٥ / ح ١.
(42) روضة الواعظين للفتّال النَّيسابوريّ: ١٣٥، مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٢: ١٣٩، ولعلّ الرواية: (كما يُزيِّنُ المرأةَ قِرطاها)، كما سنرى في الرواية اللّاحقة.
(43) بحار الأنوار ٤٣: ٢٦١ ـ ٢٦٢ / ح ٣ ـ عن أمالي الصدوق: ٩٨ / ح ١ ـ المجلس ٢٤.
(44) سورة الرحمن: ١٩.
(45) سورة الرحمن: ٢٠.
(46) سورة الرحمن: ٢٢.
(47) الدرّ المنثور ٧: ٦٩٧ ـ ط بيروت.
(48) شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، للحافظ الحاكم الحسكانيّ الحنفيّ ٢: ١٩٧، والآية في سورة الطُّور: ٢١.
(49) سورة الفرقان: ٧٤.
(50) شواهد التنزيل ١: ٤١٦.
(51) سورة إبراهيم: ٢٤.
(52) شواهد التنزيل ١: ٣١٢.
(53) تاريخ بغداد ٩: ٣٦٦. ويُغَرّانِ العلمَ غرّاً: أي يُزقّانِ العلمَ زقّاً.
(54) مقتل الحسين عليه السلام للخوارزميّ: ١١٢ ـ ط الغريّ، وص ١٤٨ / ح ٢٦ ـ ط دار أنوار الهدى.
(55) القُلّة: إناءٌ من الفَخّار يُشرَب منها. وهَجَر: مدينة معروفة بتمرها، قيل: هي قاعدة البحرين، وقيل: هي ناحية البحرين كلّها (معجم البلدان لياقوت الحمويّ ٥: ٣٩٣).
(56) مقتل الحسين عليه السلام للخوارزميّ: ٩٧ ـ ط الغريّ.
(57) نزهة المـَجالِس ٢: ٢٣٤ ـ ط القاهرة.
(58) سورة الأنعام: ١٢٤.