المحتويات
2015/08/23
 
8223
الإمام الحسن عليه السلام في القرآن الكريم - الأخلاق الحَسنيّة (1)

الإمام الحسن عليه السلام في القرآن الكريم - الأخلاق الحَسنيّة (1)

الإمام الحسن عليه السلام في القرآن الكريم
سلسلة الأخلاق الحَسنيّة (1)

تأليف: جعفر البياتي
الناشر: العتبة الحسينية المقدسة
مركز الإمام الحسن عليه السلام للدراسات التخصّصية

إنّ من اللائق بهذا الموضوع التعرُّف على شخصيّة الإمام الحسن عليه السلام من خلال آيات القرآن الكريم المزكّية له عليه السلام ومن تلك الآيات التي كان الحسن عليه السلام أحد أعيانها هي:
الآية الأولى: آية التطهير ـ قوله تبارك وتعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1).
* قالوا: لقد اتّفق جمعٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وانقاد إلى قولهم أُناسٌ من التابعين، والعلماء المهتَدين، على أنّ هذه الآية الشريفة نزلت في الخمسة الطاهرة، والعترة المحمّديّة المطهَّرة: محمّد وعليّ، وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهم(2).
وقالوا: الروايات الواردة في نزول هذه الآية بحقّ: عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين، هي مِن أعلى حدود التواتر بمراتب، فإنّك لا تكاد تجد كتاباً في: التفسير، أو الحديث، أو التاريخ.. إلّا وفيه من هذه الروايات. ويكفيك أن تعلم: أنّ الحافظ الحسكانيّ الحنفيّ في كتابه (شواهد التنزيل لقواعد التفضيل) جَمعَ ـ عند نقله لهذه الآية ـ (١٣٨) حديثاً. كما أنّ السيّد هاشم البحرانيّ في كتابه (غاية المرام) جمع ـ عند نقله لهذه الآية ـ (٤١) حديثاً كلُّها من طُرق العامّة ومسانيدهم وصحاحهم وكتبهم، فضلاً عمّا نقله من طرق الشيعة وكتبهم(3).
* وكتب الشبلنجيّ الشافعيّ: رُويَ مِن طرقٍ عديدةٍ صحيحة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء ومعه عليٌّ وفاطمةُ والحسن والحسين.. ثمّ لفّ عليهم كساءً، ثمّ تلا هذه الآية: (إنَّما يرِيدُ اللهُ لِيذهِبَ عَنكمُ الرِّجْسَ أهلَ البيتِ ويطَهِّرَكم تَطهيراً). وقال: (اَللّهمَّ هؤلاءِ أهلُ بيتي، فأَذهِبْ عنهمُ الرجسَ وطهِّرْهم تطهيراً)، وفي رواية: (اَللّهمَّ هؤلاءِ آلُ محمّد، فاجعَلْ صلَواتَك وبركاتِك على آل محمّد، كما جعَلتَها على إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيد). وفي رواية أمّ سَلَمة قالت: فرفَعْتُ الكساءَ لأدخلَ معهم، فجَذَبَه مِن يدي، فقلتُ: وأنا معكم يا رسولَ الله؟! فقال: (إنّكِ مِن أزواج النبيّ على خير)(4).
* وفي معنى (الرِّجْس) قال أهل اللغة: هو النَّجَس، أو القَذَر وكلّ شيءٍ مُستَقذَرٍ مَنفورٍ عنه، أو كلّ ما استُقذِر من العمل(5).
أمّا في معنى (الطهارة) فقد قالوا: هي ضدّ النجاسة، وقد تكون طهارةً جسميّةً من الحَدَث والخَبَث وسائر النجاسات، أو طهارةً أخلاقيّةً من الرذائل والخصال السيّئة، ومن الآثام والموبقات.. وفي ذلك آيات بيّنات.
وفي آية التطهير هذه: حصرٌ (إنّما)، وإرادةٌ إلهيّةٌ مُحكمة (يريدُ اللهُ)، وتأكيدٌ مُبرَمٌ مُطلق شامل لكلّ جوانب التزكية (ويطهِّرَكم تَطهِيراً).. والآية جامعة لأصحاب الكساء (محمّدٍ وعليٍّ وفاطمةَ والحسنِ والحسين) صلوات الله عليهم.
* الروايات هكذا قالت: (صحيح مسلم ـ كتاب: فضائل الصحابة /باب فضائل أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم) بسنده عن صفيّة بنت شيبة قالت: قالت عائشة: خرج رسول الله غداةً وعليه مرطٌ مرحّل من شَعرٍ أسود، فجاء الحسن بن عليٍّ فأدخله، ثمّ جاء الحسين فدخل فيه معه، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها، ثمّ جاء عليٌّ فأدخله، ثمّ قال (أي تلا قوله تعالى): (إنَّما يرِيدُ اللهُ لِيذهِبَ عَنكمُ الرِّجْسَ أهلَ البَيتِ ويطَهِّرَكم تَطْهيراً).
(صحيح الترمذيّ = سنن الترمذيّ ٢: ٣١٩) روى بسنده عن شهر بن حَوشَب، عن أُمّ سلمة أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم جَلّل على الحسن والحسين وعليٍّ وفاطمة كساءً، ثمّ قال: (اَللّهمّ هؤلاءِ أهلُ بيتي وخاصّتي، أذهِبْ عنهمُ الرجسَ وطهِّرْهم تطهيراً)، فقالت أُمّ سلمة: وأنا معهم يا رسولَ الله؟ قال: (إنّكِ إلى خير).
وفي (ج٢ ص ٢٩ من صحيحه أيضاً) روى الترمذيّ بسنده عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يمرّ بباب فاطمة عليها السلام ستّةَ أشهرٍ إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول: (الصلاة يا أهلَ البيت، (إنّما يريدُ اللهُ لِيذهبَ عَنْكمُ الرجسَ أهلَ البيت ويطهِّرَكُم تطهيراً)).
وروى الطبرانيّ في (أخبار الحسن بن عليّ) عن أمّ سلمة أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال لابنته فاطمة: اِدعي لي بَعلَكِ وابنَيكِ الحسنَ والحسين. فَدَعَتهم، فجلسوا جميعاً، فنزلت الآية: (إنَّما يريد اللهُ..)، فأخذ فضل الكساء فغشّاهم، ثمّ أخرج يده اليمنى من الكساء، وألوى بها إلى السماء، ثمّ قال: (اَللّهمَّ هؤلاءِ أهلُ بيتي وحامّتي، فأذهِبْ عنهمُ الرجسَ وطهِّرْهم تطهيراً)(6).
وبعد أن كتب الشبلنجيّ: وفي الخطيب (لعلّه يريد: تاريخ بغداد للخطيب البغداديّ) عن عائشة (ثمّ نقل روايتها السالفة في شأن نزول آية التطهير)، قال: وفي ذلك دليلٌ على نبوّته صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى فضل أهل الكساء رضي الله عنهم(7).
وبعد تأكيده على مَن هم أهل البيت بقوله: (تنبيه): ـ ما قدّمناه مِن أنّ أهل البيت هم: عليٌّ وفاطمةُ والحسن والحسين، هو ما جَنَح إليه الفخر الرازيّ في تفسيره (التفسير الكبير)، والزمخشريّ في (الكشّاف)(8).. أورد الشبلنجيّ مقاطعَ شعريّةً عديدةً في فضائل أهل البيت عليهم السلام، كان بعضها مشيراً إلى مضامين قرآنيّة، كقول أبي الحسن بن جُبَير رحمه الله:

أُحِبُّ النبيَّ المصطفى وٱبنَ عمِّهِ * * * عليّاً، وسِبطَيهِ وفاطمةَ الزَّهْرا
همُ أهلُ بيتٍ أذهَبَ الرِّجسَ عَنهمُ * * * وأطْلَعَهم أُفْقَ الهدى أنْجُماً زُهْرا
مُوالاتُهم فَرضٌ على كلِّ مسلمٍ * * * وحبُّهمُ أسنَى الذَّخائرِ للأُخرى(9)

ولم يكتفِ الشبلنجيّ بذلك حتّى كتب بعد ذكره رواياتٍ عديدةً في فضائل أهل البيت عليهم السلام وأفضليّاتهم: (تنبيهان) ـ الأوّل: ذكر الفخر الرازيّ أنّ أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ساوَوه في خمسة أشياء: في الصلاةِ عليه وعليهم في التشهّد (أي مستفيداً وجوبَها من قوله تعالى: (إِنَّ اللَّـهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (سورة الأحزاب: ٥٦)، وفي السلام (ويقصد قوله تعالى: (سَلامٌ عَلى آلِ ىاسِين) سورة الصافّات: ١٣٠، هكذا قرأها معظم القُرّاء الأوائل وأُجمِع على أنّ ياسين هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وآله هم فاطمة وعليّ والحسن والحسين، والتسعة الأئمة من ذُرّيّة الحسين، صلوات الله عليهم أجمعين)، وفي الطهارة (إذ قال تعالى مؤكداً إرادته جلّت عظَمته: (إنَّما يرِيدُ اللهُ لِيذهِبَ عَنكمُ الرِّجْسَ أهلَ البيتِ ويطَهِّرَكم تطهيراً))، وفي تحريم الصدقة (إذ شَرّفَهم الله تعالى بذلك، وجعل لهم الخُمسَ نصيباً تكريميّاً لهم)، وفي المحبّة (وهي المودّة التي أمر الله تعالى بها أجراً على تبليغ الرسالة، حيث خاطب نبيّه الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) سورة الشورى: ٢٣)(10). الثاني (من التنبيهَين اللَّذَين كتبهما الشبلنجيّ): ـ عُلِم من الأحاديث السابقة وجوبُ محبّة أهل البيت وتحريم بغضهمُ التحريمَ الغليظ، وبذلك صرّح: البيهقيّ، والبَغَويّ، بل نصّ عليه الشافعيّ.. فيما حُكي عنه من قوله:

يا آلَ بيتِ رسولِ اللهِ حبُّكمُ * * * فَرضٌ مِنَ اللهِ في القُرآنِ أنْزَلَهُ
يكفيكمُ مِن عظيمِ الفَخرِ أنّكمُ * * * مَن لم يصَلِّ عليكم لا صلاةَ لَهُ(11)

وأحدُ آل رسول الله الذين أذهَبَ الله تعالى عنهم الرجسَ وطهَّرَهم تطهيراً، وسَلّم عليهم، وصلّى عليهم وأمر بالصلاة عليهم، وكذا أمر بمودّتهم، هو: الإمام الحسن الزكي ّ المجتبى عليه السلام، وأخوه الإمام الحسين عليه السلام.
الآية الثانية: آية المودّة ـ قوله تبارك وتعالى: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْـمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى، وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا، إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ)(12). حاول بعضهم أن يكون له رأيٌ يحرِف به الآية عن مقصودها، كما بذلوا جهداً خبيثاً في تحريف كلمة (المَـولى) في حديث الغدير من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن كنتُ مَولاه، فهذا عليٌّ مَولاه)، فأبعدوها عن الأَولى والوليّ، ليصرفوا بذلك كلام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عن مضمونه المقصود بولاية أميرالمؤمنين عليٍّ عليه السلام وخلافته ووصايته بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(13). وهنا أيضاً حاولوا عاجزين أن يفسّروا القُربى بقُرباهم، لا قُربى رسول الله، ولكنّ الروايات جاءت دامغةً لرأيهم هذا ولم يكونوا يخشون الله ولا يتّقونه في كتابه المُحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا مِن خلفه.
* كتب الحافظ السيوطيّ الشافعيّ: أخرج الطبرانيّ عن ابن عبّاس قال: قالت الأنصار: لو جَمعْنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مالاً. فأنزل الله: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْـمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، فقال بعضهم: إنّه قال هذا ليقاتلَ عن أهل بيته وينصرَهم(14).
* وأخرج فقيه المالكيّة الزمخشريّ عند تفسيره للآية قائلاً: رُوي أنّها لمـّا نزلت قِيل: يا رسول الله، مَن قرابتُك هؤلاءِ الذين وَجبَت علينا مودّتُهم؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (عليٌّ وفاطمةُ وابناهُما)(15).
* وروى الطبريّ في تفسيره بسنده عن أبي إسحاق، قال: سألتُ عمرةَ بن شُعَيب عن قول الله عزّ وجلّ: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْـمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، فقال: قُربى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم(16).
* وقال المحبّ الطبريّ: رُوي أنّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إنّ الله جعَلَ أجري عليكمُ المودّةَ في أهل بيتي، وإنّي سائلُكم غداً عنهم)(17).
وفي تفسيره للآية المباركة، كتب الشوكانيّ: ثمّ لمّا ذكر سبحانه ما أخبر به نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم من هذه الأحكام الشريفة التي اشتمل عليها كتابه، أمَرَه بأن يخبِرهم بأنّه لا يطلب منهم ـ بسبب هذا التبليغ ـ ثواباً، فقال: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْـمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، أي: قُلْ يا محمّد: لا أطلب منكم على تبليغ الرسالة جعلاً ولا نفعاً (إِلّا الْـمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى). وهذا الاستثناء يجوز أن يكون متّصلاً، أي: إلّا أن تَوَدُّوا أهلَ قرابتي(18).
وتظافرت الأحاديث الشريفة في ذلك وهي تؤكد أمرين ضروريّين: الأوّل ـ أنّ المقصود بالقُربى هم قربى النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وهم: عليٌّ وفاطمةُ والحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهم، دون غيرهم(19). والثاني ـ أنّ مودّتَهم واجبة، وهي أجرُ ما تحمّل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعاناه من تبليغ الرسالة الإسلاميّة العظمى، وما كان له مِن عظيم الفضل والمِنّة والكرامة على الناس أجمعين.. يكفينا ما أدلت به سيّدةُ نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات الله عليها من خطبتها الفَدَكيّة، قولها: (فَبلَّغَ الرسالةَ صادعاً بالنِّذارة، مائلاً عن مَدْرجة المشركين، ضارباً ثَبَجَهم، آخِذاً بأكظامِهم، داعياً إلى سبيلِ ربِّه بالحكمةِ والموعظةِ الحسَنة، يكسِرُ الأصنام، وينكتُ الهام، حتّى انهزَمَ الجمعُ ووَلَّوُا الدُّبُر، حتّى تَفرَّى اللَّيلُ عن صُبحِه، وأسفَرَ الحقُّ عن مَحْضِه، ونطَقَ زعيمُ الدِّين، وخَرِسَت شَقاشِقُ الشياطين، وطاح وَشيظُ النفاق، وانْحَلَّت عُقَدُ الكفر والشِّقاق، وفُهْتُم بكلمةِ الإخلاص، في نَفَرٍ مِن البِيضِ الخِماص، وكنتُم على شَفٰا حُفْرةٍ مِن النار، مُذﹾقةَ الشارب، ونُهْزةَ الطامع، وقُبسةَ العَجْلان، ومَوطئَ الأقدام، تشربون الطَّرَق، وتَقْتاتون الوَرَق، أذلّةً خاسئين، تَخافون أن يتخطَّفَكمُ الناسُ مِن حَولِكم، فأنقَذَكمُ اللهُ تبارك وتعالى بمحمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم بَعدَ اللُّتيّا والَّتي، وبعدَ أن مُنِيَ بِبُهْمِ الرجالِ وذُؤْبانِ العربِ ومَرَدةِ أهل الكتاب..)(20).
أجَل.. كلّ هذا الذي لا يمكن أن يجازى عليه أبداً، كان أجره أن يودّ المسلمون قُرباه، وهم الأحبُّ والأعزّ عليه: عليٌّ وفاطمة، والحسن والحسين سلام الله عليهم.. فأيّ منزلةٍ تلك منزلتهم إذن، وأيّة تزكيةٍ إلهيّةٍ قرآنيّة ثبتت لهم، وكيف يأمر الله تعالى بمودّتهم إن لم يكونوا مطهَّرين، معصومين، منزَّهين؟!
* كتب الفخر الرازيّ ـ ولم يكن مُقرّاً بولاية أهل البيت ولا إمامتهم ـ في ظلّ آية المودّة المباركة، قائلاً: فَثبَتَ أنّ هؤلاء الأربعة [عليّاً وفاطمةَ والحسن والحسين عليهم السلام] هم أقاربُ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وإذا ثبت هذا وَجَب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم. قال: ويدلّ عليه [أي اختصاصهم بمزيد التعظيم] وجوه: الأوّل ـ قوله تعالى: (إِلَّا الْـمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، ووجه الاستدلال به ما سبق [مِن أنّ آل محمّدٍ عليهم السلام همُ الذين يؤُول أمرُهم إليه صلى الله عليه وآله وسلم]، فكلُّ مَن كان أمرُهم إليه أشدَّ وأكمل كانوا همُ الآل، ولا شكَّ أنّ فاطمةَ وعليّاً والحسنَ والحسين عليهم السلام كان التعلّق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشدَّ التعلّقات، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر، فوَجَب أن يكونوا همُ الآل. الثاني ـ لا شَكَّ أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كان يحبّ فاطمةَ عليها السلام، وقد قال: (فاطمةُ بَضعةٌ منّي، يؤذيني ما يؤذيها)، وثبت بالنقل المتواتر عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه كان يحبّ عليّاً والحسنَ والحسين عليهم السلام، وإذا ثبت ذلك وَجَب على كلّ الأُمّة مِثلُه؛ لقوله تعالى: (فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)..(21).
ومِن الاتّباع ـ أيّها الإخوة الأفاضل ـ أن نَودّ قربى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ونُحبَّهم؛ إذ كان هو أشدّ الناس وأكثرهم حبّاً لهم، وتلك سنّته الشريفة فيهم صلوات الله عليه وعليهم، سنأتي عليها لاحقاً ـ بإذن الله تعالى.
الآية الثالثة: آية المباهلة ـ قوله عزّ مِن قائل: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)(22).
مجمل هذه القضيّة: أنّ علماء نصارى نجران وفدوا على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وناظروه في عيسى عليه السلام، فأقام عليهم الحجّة، فلم يقبلوا، ثمّ اتّفقوا على المباهلة (وهي المـُلاعنة بالدعاء على الكاذبين والظالمين، وهي القول الفصل بعد الجدال، وقد اختارها الله تعالى لنبيّه، كما اختار له مَن يؤمّنون على دعائه). فلمّا رجع النصارى إلى منازلهم قال رؤساؤهم (السيّد والعاقب والأهتمّ): إن باهَلَنا بقومه باهَلْناه، فإنّه ليس نبيّاً، وإن باهَلَنا بأهل بيته خاصّةً لم نباهِلْه؛ فإنّه لا يقدِم إلى أهل بيته إلّا وهو صادق.
وفي الساعة المحدّدة خرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه: عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فسأل النصارى: مَن هؤلاء؟ فقيل لهم: هذا ابن عمّه ووصيّه وخَتَنه عليّ بن أبي طالب، وهذه ابنته فاطمة، وهذانِ ابناه الحسن والحسين. فَفَرِق النصارى.. وتقدّم السيّد والعاقب فسألا:
ـ يا أبا القاسم، بِمَن تُباهلنا؟
ـ (أُباهِلُكم بخير أهل الأرض وأكرمِهم على الله، بهؤلاء).
اِستَكت أسماعهم وارتعدوا كأنّما الأرض تريد أن تسيخ بهم، فرجعوا إلى أسقَفهم يقولون له متحيّرين:
ـ يا أبا حارثةَ ماذا ترى؟
ـ إنّي لأرى وجوهاً، لو سُئل اللهُ بها أن يزيل جبلاً مِن مكانه لَأزاله.. وحقِّ المسيح، إن نطق فُوه بكلمةٍ فلا نرجع إلى أهلٍ ولا إلى مال.. واللهِ لقد عَرَفتهم ـ يا معشرَ النصارى ـ أنّ محمّداً نبيٌّ مرسَل، ولقد جاءكم بالأمر الفَصْل مِن أمر صاحبكم [أي عيسى ابن مريم عليهما السلام]، واللهِ ما باهل قومٌ نبيّاً قطُّ فعاش كبيرهم، ولا نَبتَ صغيرهم، ولئن فعلتُم لَتَهلكنّ.. وإنّما عهدكم بإخوانكم حديثٌ وقد مُسِخوا قردةً وخنازير. وَيحكم لا تُباهلوه! لا تُباهلوه فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصرانيٌّ إلى يوم القيامة(23).
وإذا كنّا مأمورين ـ أيّها الإخوةُ الأعزّة ـ أن نتفقّه في الدين، أي أن نَتَفهّم منه عقائدنا ومقاصد القرآن والسنّة المطهّرة، فإنّنا سنقف في تفكرنا في آية المباهلة وحادثتها على جملةٍ من المعاني الكبيرة، منها:
١. إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يدْعُ من النساء إلّا فاطمة، ومن الرجال إلّا عليّاً، ومن الأبناء إلّا الحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وهذا يعني أنّ هؤلاء فقط كانوا مؤهَّلين للمباهلة دون غيرهم؛ إذْ هم أفضلُ الخلق وأكرمه على الله تبارك وتعالى. وقد كتب الزمخشريّ معلّقاً على هذه الآية ورواياتها: وفيها دليلٌ ـ لا شيءَ أقوى منه ـ على فضل أصحاب الكساء عليهم السلام(24). فيما كتب الآلوسيّ: وهذه القصّة أوضح دليلٍ على نبوّة محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم.. ودلالتها على فضل آل الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ممّا لا يمتري فيه مؤمن(25).
٢. أنّ الحسنَ والحسين عليهما السلام هما ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من عليّ وفاطمة صلوات الله عليهما، بنصّ القرآن الكريم، والبُنوّة هذه من سيّد الخلق محمّدٍ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم شأنٌ عظيم، وتزكيةٌ قرآنيّة فاخرة، وشرف أسمى، وعزّةٌ لا تُضاهى. وقد قال ابن حَجَر: إنّ أولاد فاطمة وذريّتها يسمَّون أبناءَه صلى الله عليه وآله وسلم، وينتسبون إليه نسبةً صحيحةً نافعةً في الدنيا والآخرة. وقال أيضاً: إنّ عليّاً عليه السلام يومَ الشورى احتجّ على أهلها فقال لهم: (أُنشِدُكم بالله، هل فيكم أحدٌ جعَلَه اللهُ نَفْسَ النبيّ، وأبناءَه أبناءَه، ونساءَه نساءَه، غيري؟!)، قالوا: اَللّهمَّ لا(26).
وقد تعامل الصحابة الأوائل مع الحسنَينِ عليهما السلام أنّهما ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا تكلّفٍ ولا تحرّج، فالجوينيّ الشافعيّ يروي عن مُدرِك بن زياد أنّه قال: كنتُ مع ابن عبّاس في حائط (أي بستان)، فجاء الحسن والحسين فسألا الطعامَ فأكلا، ثمّ قاما، فأمسك لهما ابن عبّاس الركاب، فقلت: أتُمسِك الركاب لهذين وأنت أكبرُ منهما؟! فقال: وَيحَك! هذانِ ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أَوَ ليس هذا ممّا أنعَمَ الله علَيَّ به أن أُمسِكَ لهما وأُسَوّيَ عليهما؟!(27)
فالآية المباركة ـ وما كان حولها من الوقائع والأحاديث ـ دالّةٌ بالضرورة على المقام السامي بل الأسمى لمـَن باهل بهم النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم، ومنهم الحسنان عليهما السلام، فقد اختارهما الله تعالى للمباهلة، واصطحبهما رسول الله لذلك، وثبّتت الآية الشريفة أنّهما ابنا رسول الله، إذ هما أخصّ الناس به صلى الله عليه وآله وسلم، كما أنّ فاطمة ابنته صلوات الله عليها هي بَضعتُه، ومهجته، وروحه التي بين جَنبَيه، وأمّا عليٌّ فهو ـ بنصِّ كلام الله جَلّ وعلا ـ نفسُه(28).
وهنالك آياتٌ كثيرة أخرى تؤكد أنّ أهل البيت أئمّة أُسوة، ومنهم الحسن والحسين سلام الله عليهما هما إمامانِ مطهّرانِ معصومان، مؤيّدان، وهما قدوتان، أُمر المسلمون بطاعتهما، والاهتداء إلى الله تعالى بهما. وقد روى لنا ابن عبّاس أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (أنا وعليٌّ والحسن والحسين، وتسعةٌ مِن وُلد الحسين، مُطهَّرون معصومون)(29).
* وفي ظلّ قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ)(30)، روى لنا الصحابيّ الجليل جابر بن عبد الله الأنصاريّ رضوان الله عليه قائلاً: لمـّا أنزل الله عزّ وجلّ على نبيّه محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا...)، قلت: يا رسول الله، عَرَفنا اللهَ ورسوله، فَمَن أُولو الأمر الذين قَرَن اللهُ طاعتَهم بطاعتك؟ فقال: (هُم خلفائي ـ يا جابر ـ وأئمّةُ المسلمين مِن بعدي، أوّلُهم عليّ بن أبي طالب، ثمّ الحسن والحسين، ثمّ عليّ بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليٍّ المعروفُ في التوراة بالباقر، وستُدرِكه يا جابر، فإذا لَقِيتَه فأقرِئْه منّي السلام. ثمّ الصادق جعفر بن محمّد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ عليّ بن موسى، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ عليّ بن محمّد، ثمّ الحسن بن عليّ، ثمّ سَمِيّي وكنيّي حُجّةُ الله في أرضه، وبقيّته في عباده، ابنُ الحسن بن عليّ..)(31).
* أمّا جابر بن يزيد الجعفيّ رحمه الله، فقد روى لنا أنّه سأل الإمام أبا جعفر محمّد بن عليٍّ الباقرَ عليه السلام: لأيّ شيءٍ يحتاج إلى النبيّ والإمام؟ فأجابه عليه السلام: (لبقاءِ العالَم على صلاحه، وذلك أنّ الله عزّ وجلّ يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبيٌّ أو إمام، قال الله عزّ وجلّ: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)(32)، وقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (النجومُ أمانٌ لأهل السماء، وأهلُ بيتي أمانٌ لأهل الأرض، فإذا ذهبت النجوم أتى أهلَ السماء ما يكرهون، وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهلَ الأرض ما يكرهون)، يعني بأهل بيته الأئمةَ الذين قَرَن اللهُ عزّ وجلّ طاعتَهم بطاعته فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ)، وهُم المعصومون المطهَّرون، الذين لا يذنبون ولا يعصون، وهُمُ المؤيّدون الموفَّقون المـُسدَّدون، بِهِم يرزق اللهُ عبادَه، وبهم تَعمُر بلادُه، وبهم ينزِل القَطْر من السماء، وبهم يخرِج بركاتِ الأرض، وبهم يمهِل أهلَ المعاصي ولا يعجَل عليهم بالعقوبة والعذاب، لا يفارقهم روح القُدس ولا يفارقونه، ولا يفارقون القرآنَ ولا يفارقُهم صلوات الله عليهم أجمعين)(33).
ومنهم: الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام، اللَّذَينِ عيّنهما الله، وأوصى بهما رسول الله، وأُمر بطاعتهما عباد الله، في بيانات القرآن وسنن المصطفى والأحكام الإلهيّة، وكذا في الأخلاق الفاضلة؛ لأنّهما لا يأتيان إلّا بما أراد الله تبارك وتعالى وارتضاه، وبما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسَنَّه وقضاه، ولأنّهما مع القرآن والقرآنُ معهما لم يفترقاه.
* سأل أميرُ المؤمنين عليٌّ عليه السلام رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديثٍ شريف:
ـ يا رسول الله، ومَن شركائي؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم يجيبه:
ـ الذين قرَنَهمُ اللهُ بنفسه وبي فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولي الأمْرِ مِنْكُمْ).
ـ يا نبيَّ اللهِ ومَن هُم؟
ـ الأوصياء إلى أن يرِدُوا علَيَّ الحوض، كلُّهم هادٍ مهتدٍ لا يضرّهم خِذْلانُ مَن خذَلَهم، هُم مع القرآنِ والقرآنُ معهم، لا يفارقونه ولا يفارقُهم، بِهِم تُنصَرُ أُمّتي ويمطَرون، ويرفَع عنهم مستجاباتُ دَعَواتِهم.
ـ يا رسولَ الله سَمِّهِم لي.
ـ اِبني هذا (ووضع يدَه على رأس الحسن عليه السلام)، ثمّ ابني هذا (ووضع يده على رأس الحسين عليه السلام)، ثمّ ابنٌ له (أي للحسين) اسمُه اسمُك يا عليّ، ثمّ ابن عليٍّ اسمُه محمّد بن عليّ...)(34).


 

 

 

 

 

 

الهوامش:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الأحزاب: 33.
(2) شواهد التنزيل لمـَن خُصّ بالتفضيل، لابن رُوَيش عَيدَروس الأندونيسـيّ: ٢٣٠ / المبحث التاسع والعشرون.
(3) عليٌّ في القرآن، للسيّد صادق الشيرازيّ 2: ١٨٦.
(4) نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار، للشبلنجيّ: ٢٢٥.
(5) يراجع: مجمع البيان في تفسير القرآن، للطبرسيّ ٢: ٣٧٨؛ مجمع البحرين، لفخر الدين الطريحيّ ٤: ٧٤، تاج العروس، للزّبيديّ ـ مادّة رَجَسَ.
(6) أخبار الحسن بن عليّ بن أبي طالب: ٨٣ ـ ٩٢ / ح ١٣٨ـ ١٥٠. ويراجع: مسند أحمد بن حنبل ٦: ٢٩٢، المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوريّ الشافعيّ ٢: ٤١٦ و٣: ١٤٧، الدرّ المنثور للسيوطيّ الشافعيّ ـ في ظلّ آية التطهير، جامع البيان للطبريّ ـ في ظلّ الآية المباركة، الرياض النَّضِرة للمحبّ الطبريّ الشافعيّ ٢: ١٨٨، الاستيعاب لابن عبد البَرّ ٢: ٥٩٨، مسند أبي داود الطيالسـيّ ٨: ٢٧٤، كنز العمّال للمتّقي الهنديّ ٧: ٩٢، أُسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير ٢: ٢٠ و٣: ٤١٣، مُشكل الآثار للطحاويّ ١: ٣٣٢ ـ ٣٣٨، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثميّ الشافعيّ ٩: ١٢١ و١٦٩ و٢٠٦ و٢٠٧، ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من: تاريخ مدينة دمشق ـ بتحقيق الشيخ محمّد باقر المحموديّ: ٦٣ ـ ٧١ / ح ١١٣ ـ ١٢٧، نور الأبصار للشبلنجيّ الشافعيّ: ٢٢٥ ـ ٢٢٦، تفسير النيشابوريّ، تفسير ابن كثير (تفسير القرآن العظيم)، الشـرف المؤبَّد لآل محمّد للنبهانيّ: ١٧ ـ ط الحلبيّ، الصواعق المحرقة لابن حجر: ١٤١ / الباب ٢١ من الفصل الأوّل، شواهد التنزيل لابن رُوَيش: ٢٣٠ ـ ٢٦٦ / المبحث ٢٩، إسعاف الراغبين لمحمّد الصبّان الحنفيّ: ١٠٧ ـ بهامش: نور الأبصار ـ وفيه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أُنزِلت هذه الآية في خمسة: فِيّ وفي عليٍّ وحسنٍ وحسينٍ وفاطمة).. وغيرهم كثير..
(7) نور الأبصار: ٢٢٤.
(8) نور الأبصار: ٢٢٤.
(9) نور الأبصار: ٢٣٢ ـ ٢٣٣.
(10) نقل كلمة الفخر الرازيّ هذه أيضاً: ابن حجر الشافعيّ في (الصواعق المحرقة: ٨٩)، والجوينيّ الشافعيّ في (فرائد السمطين ١: ٣٥)، والسمهوديّ الشافعيّ في (جواهر العِقدَين ـ الفصل الثالث: ٢٢٩ ـ ٢٣٠)، والقندوزيّ الحنفيّ في (ينابيع المودّة ١: ١٣٠ـ ١٣١ / ح ١١ من الباب الخامس).
(11) نور الأبصار: ٢٣١ـ ٢٣٢.
(12) سورة الشورى: ٢٣.
(13) يراجع البحث المتعلّق بهذا الموضوع في كتاب (الغدير) للعلّامة الأمينيّ١: ٣٤٠ ـ ٣٩٩.
(14) لباب العقول في أسباب النزول، للسيوطيّ ـ بهامش: تنوير المقباس في تفسير ابن عبّاس: ٢٤٣.
(15) الكشّاف ـ في ظلّ آية المودّة المباركة.
(16) جامع البيان في تفسير القرآن ٢٥: ١٧.
(17) ذخائر العقبى: ٢٥.
(18) فتح القدير ٤: ٥٣٤.
(19) يراجع في تبيان ذلك: أخبار الحسن بن عليّ بن أبي طالب للطبرانيّ: ٧٤ / ح١١٧، المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوريّ ٣: ١٧٢، أُسد الغابة ٥: ٣٦٧، الصواعق المحرقة: ١٠٢، نور الأبصار: ٢٢٤ ـ ٢٢٧، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤: ١٢١، الشـرف المؤبّد لآل محمّد للنبهانيّ:١٤٦، تفسير الكشف والبيان للثعلبيّ ـ في ظلّ الآية الشريـفة، شواهد التنزيل لابن رُوَيش: ١٨٨ ـ ٢٠٤ / المبحث ٢٤، فضائل الخمسة للفيروز آباديّ ١: ٣٠٦ ـ ٣١١، فرائد السمطين ج١ / الباب الثاني، الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكيّ / المقدّمة، إسعاف الراغبين ـ بهامش: نور الأبصار: ١٠٥، كفاية الطالب: ٩١، مجمع الزوائد ٩: ١٦٨، وغيرها كثير.
(20) الاحتجاج لأبي منصور أحمد بن عليّ الطبرسيّ (من علماء القرن السادس الهجريّ) ١: ٩٧ ـ ١٠٨، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٦: ٢١٠ ـ عنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسيّ ٢٩: ٢١٦، بلاغات النساء لابن طيفور أحمد بن أبي طاهر البغداديّ: ١٤، كشف الغمّة للإربلّيّ ٢: ١٠٦، وغيرها.
(21) التفسير الكبير ـ في ظلّ آية المودّة المباركة، بعد نقل الرواية المتقدّمة عن (الكشّاف) للزمخشريّ، والآية التي استشهد بها في سورة الأعراف: ١٥٨.
(22) سورة آل عمران: ٦١.
(23) روى ذلك عشرات المفسّرين والمحدّثين والمؤرّخين وأصحاب السِّير، منهم: مسلم في (صحيحه ـ كتاب فضائل الصحابة / باب فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السلام)، الترمذيّ في (صحيحه ٢: ١٦٦)، الزمخشريّ في (الكشّاف ـ في ظلّ آية المباهلة الشريفة)، الطبريّ في (جامع البيان ٣: ٢١٢ ـ ٢١٣)، السيوطيّ في (الدرّ المنثور)، الواحديّ في (أسباب النزول: ٧٥)، ابن حجر في (الصواعق المحرقة: ٩٣)، الشبلنجيّ في (نور الأبصار:٢٢٣ ـ ٢٢٤)، أحمد بن حنبل في (مسنده ١: ١٨٥ ـ ط بيروت)، الجصّاص في (أحكام القرآن ٢: ١٤)، البغويّ في (مصابيح السنّة ٢: ٢٠٤ ـ ط مصرسنة ١٣١٨ هـ)، الفخر الرازيّ في (التفسير الكبير ٨: ٨٥)، ابن الأثير مبارك في (جامع الأصول ٩: ٤٧٠ ـ ط مصر)، القاضي عياض في (الشفا بتعريف حقوق المصطفى ٢: ٣٦ ـ ط مصر سنة ١٣١٨ هـ)، ابن طلحة الشافعيّ في (مطالب السَّؤول في مناقب آل الرسول: ٧)، سبط ابن الجوزيّ الحنفيّ في (تذكرة خواصّ الأمّة: ٨)، السيّد أحمد بن زيني دحلان في (السيرة النبويّة ـ بهامش: السيرة الحلبيّة للحلبيّ ٣: ٦ ـ ط مصر).. وعشرات أخرى من المصادر السنّيّة، فضلاً عن المصادر الشيعيّة.
(24) الكشّاف ١: ٣٦٨.
(25) روح المعاني ٢: ١٦٧.
(26) الصواعق المحرقة: ١٥٥ـ ١٥٦ / الباب ١١.
(27) فرائد السمطين ٢: ٧٢ / ح ٣٩٥.
(28) يحسُن هنا مراجعة كتاب (المباهلة) لعبد الله السُّبيتيّ، وكتاب (أهل البيت وآية المباهلة) لقوام الدين القمّيّ الوشنويّ.
(29) فرائد السمطين ٢: ٣١٣ / ح ٥٦٣، ينابيع المودّة ٢: ٣١٦ / ح ٩١٠ و٣: ٢٩١ / ح ٩ و٣: ٣٨٤ / ح ٤، مودّة القربى للهمدانيّ: ٢٩، عيون أخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ١: ٦٤ / ح ٣٠ ـ الباب ٦.
(30) سورة النساء: ٥٩.
(31) إكمال الدين وإتمام النعمة: ٢٥٣ / ح ٣ ـ الباب ٢٣، عنه: تفسير نور الثقلين ١: ٤٩٩ / ح ٣٣١.
(32) سورة الأنفال: ٣٣.
(33) علل الشرائع للشيخ الصدوق: ١٢٣ ـ ١٢٤ / ح ١ـ الباب ١٠٣، عنه: تفسير نور الثقلين ١: ٥٠١ / ح ٣٣٩.
(34) عن (كتاب الغَيبة) للنعمانيّ ـ عنه: مواهب الرحمن في تفسير القرآن، للسيّد عبد الأعلى الموسويّ السبزواريّ ٨: ٣٣٤ ـ ٣٣٥.